تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٦٧
قالت التوراة فلم يستطع يوسف ان يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ اخرجوا كل انسان عنى فلم يقف أحد عنده حين عرف يوسف اخوته بنفسه فأطلق صوته بالبكاء فسمع المصريون وسمع بيت فرعون وقال يوسف لاخوته انا يوسف أحي أبى بعد؟ فلما يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم ارتاعوا منه.
وقال يوسف لاخوته تقدموا إلي فتقدموا فقال انا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم لان للجوع في الأرض الان سنتين وخمس سنين أيضا لا يكون فيها فلاحة ولا حصاد فقد أرسلني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الأرض وليستبقي لكم نجاة عظيمة فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله وهو قد جعلني ابا لفرعون وسيدا لكل بيته ومتسلط على كل ارض مصر.
أسرعوا واصعدوا إلى أبى وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف انزل إلي لا تقف فتسكن في ارض جاسان وتكون قريبا منى أنت وبنوك وبنو بيتك وغنمك وبقرك وكل ما لك وأعولك هناك لأنه يكون أيضا خمس سنين جوعا لئلا تفتقر أنت وبيتك وكل ما لك وهو ذا عيونكم ترى وعينا اخى بنيامين ان فمي هو الذي يكلمكم وتخبرون انى بكل مجدي في مصر وبكل ما رأيتم وتستعجلون وتنزلون بابي إلى هنا ثم وقع على عين بنيامين أخيه وبكى وبكى بنيامين على عنقه وقبل جميع اخوته وبكى عليهم.
ثم قالت التوراة ما ملخصه انه جهزهم أحسن التجهيز وسيرهم إلى كنعان فجاؤوا أباهم وبشروه بحياة يوسف وقصوا عليه القصص فسر بذلك وسار باهله جميعا إلى مصر وهم جميعا سبعون نسمة ووردوا ارض جاسان من مصر وركب يوسف إلى هناك يستقبل أباه ولقيه قادما فتعانقا وبكى طويلا ثم أنزله وبنيه وأقرهم هناك وأكرمهم فرعون اكراما بالغا وآمنهم وأعطاهم ضيعة في أفضل بقاع مصر وعالهم يوسف ما دامت السنون المجدبة وعاش يعقوب في ارض مصر بعد لقاء يوسف سبع عشرة سنة.
هذا ما قصته التوراة من قصة يوسف فيما يحاذي القرآن أوردناها ملخصة الا في بعض فقراتها لمسيس الحاجة.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست