تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٥٧
إلى نفسها وقالت هيت لك فامتنع يوسف واعتصم بعصمة الهية وقال معاذ الله انه ربى أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون واستبقا الباب واجتذبته وقدت قميصه من خلف وألفيا سيدها لدى الباب فاتهمت يوسف بأنه كان يريد بها سوءا وأنكر يوسف ذلك غير أن العناية الإلهية أدركته فشهد صبي هناك في المهد ببراءته فبرأه الله.
ثم ابتلى بحب نساء مصر ومراودتهن وشاع أمر امرأة العزيز حتى آل الامر إلى دخوله السجن وقد توسلت امرأة العزيز بذلك إلى تأديبه ليجيبها إلى ما تريد والعزيز إلى أن يسكت هذه الأراجيف الشائعة التي كانت تذهب بكرامه بيته وتشوه جميل ذكره.
فدخل يوسف السجن ودخل معه السجن فتيان للملك فذكر أحدهما انه رأى في منامه انه يعصر خمرا والاخر رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه وسألاه ان يؤول منامهما فأول رؤيا الأول انه سيخرج فيصير ساقيا للملك ورؤيا الثاني انه سيصلب فتأكل الطير من رأسه فكان كما قال وقال يوسف للذي رأى أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين.
وبعد بضع من السنين رأى الملك رؤيا هالته فذكرها لملأه وقال انى ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا أيها الملا أفتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين وعند ذلك ادكر الساقي يوسف وتعبيره لمنامه فذكر ذلك للملك واستاذنه ان يراجع السجن ويستفتي يوسف في أمر الرؤيا فاذن له في ذلك وأرسله إليه.
ولما جاءه واستفتاه في أمر الرؤيا وذكر ان الناس ينتظرون ان يكشف لهم أمرها قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون.
فلما سمع الملك ما افتى به يوسف أعجبه ذلك وامر باطلاقه واحضاره ولما جاءه الرسول لتنفيذ أمر الملك أبى الخروج والحضور الا ان يحقق الملك ما جرى بينه وبين
(٢٥٧)
مفاتيح البحث: العزّة (2)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست