تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٦٦
فلم يزل يعقوب يمتنع حتى أعطاه يهودا الموثق ان يرد إليه بنيامين فاذن في ذهابهم به معهم وأمرهم ان يأخذوا من أحسن متاع الأرض هدية إلى الرجل وان يأخذوا معهم اصرة الفضة التي ردت إليهم في أوعيتهم ففعلوا.
ولما وردوا مصر لقوا وكيل يوسف على أموره وأخبروه بحاجتهم وان بضاعتهم ردت إليهم في رحالهم وعرضوا له هديتهم فرحب بهم وأكرمهم وأخبرهم ان فضتهم لهم واخرج إليهم شمعون الرهين ثم ادخلهم على يوسف فسجدوا له وقدموا إليه هديتهم فرحب بهم واستفسرهم عن حالهم وعن سلامة أبيهم وعرضوا عليه أخاهم الصغير فأكرمه ودعا له ثم أمر بتقديم الطعام فقدم له وحده ولهم وحدهم ولمن عنده من المصريين وحدهم.
ثم أمر وكيله ان يملا أوعيتهم طعاما وان يدس فيها هديتهم وان يضع طاسة في عدل أخيهم الصغير ففعل فلما أضاء الصبح من غد شدوا الرحال على الحمير وانصرفوا.
فلما خرجوا من المدينة ولما يبتعدوا قال لوكيله أدرك القوم وقل لهم بئس ما صنعتم جازيتم الاحسان بالإساءة سرقتم طاس سيدي الذي يشرب فيه ويتفأل به فتبهتوا من استماع هذا القول وقالوا حاشانا من ذلك هو ذا الفضة التي وجدناها في أفواه عدالنا جئنا بها إليكم من كنعان فكيف نسرق من بيت سيدك فضة أو ذهبا من وجد الطاس في رحله يقتل ونحن جميعا عبيد سيدك فرضى بما ذكروا له من الجزاء فبادروا إلى عدولهم وانزل كل واحد منهم عدله وفتحه فأخذ يفتشها وابتدء من الكبير حتى انتهى إلى الصغير واخرج الطاس من عدله.
فلما رأى ذلك اخوته مزقوا ثيابهم ورجعوا إلى المدينة ودخلوا على يوسف وأعادوا عليه قولهم معتذرين معترفين بالذنب وعليهم سيماء الصغار والهوان والخجل فقال حاشا ان نأخذ الا من وجد متاعنا عنده واما أنتم فارجعوا بسلام إلى أبيكم.
فتقدم إليه يهوذا وتضرع إليه واسترحمه وذكر له قصتهم مع أبيهم حين أمرهم يوسف باحضار بنيامين فسألوا أباهم ذلك فابى أشد الاباء حتى آتاه يهوذا الميثاق على أن يرد بنيامين إليه وذكر انهم لا يستطيعون ان يلاقوا أباهم وليس معهم بنيامين وان أباهم الشيخ لو سمع منهم ذلك لمات من وقته ثم سأله ان يأخذه مكان بنيامين عبدا لنفسه ويطلق بنيامين لتقر بذلك عين أبيهم المستأنس به بعد فقد أخيه من امه يوسف.
(٢٦٦)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست