تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٦٢
ذا هذا صاحب الأحلام قادم فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى هذه الابار ونقول وحش ردي اكله فنرى ماذا يكون أحلامه؟ فسمع رأوبين وأنقذه من أيديهم وقال لا نقتله وقال لهم رأوبين لا تسفكوا دما اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يدا لكي ينقذه من أيديهم ليرده إلى أبيه فكان لما جاء يوسف إلى اخوته انهم خلعوا عن يوسف قميصه القميص الملون الذي عليه واخذوه وطرحوه في البئر واما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء.
ثم جلسوا ليأكلوا طعاما فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين مقبلة من جلعاد وجمالهم حاملة كتيراء وبلسانا ولادنا ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر فقال يهوذا لاخوته ما الفائدة ان نقتل أخانا ونخفي دمه؟ تعالوا فنبيعه للإسماعيليين ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا ولحمنا فسمع له اخوته.
واجتاز رجال مديانيون تجار فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة فأتوا بيوسف إلى مصر ورجع رأوبين إلى البئر وإذا يوسف ليس في البئر فمزق ثيابه ثم رجع إلى اخوته وقال الولد ليس موجودا وانا إلى أين اذهب؟
فاخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم وأرسلوا القميص الملون واحضروه إلى أبيهم وقالوا وجدنا هذا حقق أقميص ابنك هو أم لا؟
فتحققه وقال قميص ابني وحش ردى اكله افترس يوسف افتراسا فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه وناح على ابنه اياما كثيرة فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه فابى ان يتعزى وقال انى انزل إلى ابني نائحا إلى الهاوية وبكى عليه أبوه.
قالت (1) التوراة: واما يوسف فأنزل إلى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط رجل مصري - من يد الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى هناك وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا وكان في بيت سيده المصري.
وراى سيده ان الرب معه وان كل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده فوجد يوسف

(1) الأصحاح 39 من سفر التكوين.
(٢٦٢)
مفاتيح البحث: الأكل (3)، القميص (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست