تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٥١
بلته دموع عيني فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا لو قد نشر ريحي وأتوني بأهلكم أجمعين وردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه فلما فصلت عيرهم من مصر وجد يعقوب ريح يوسف فقال لمن بحضرته من ولده انى لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون.
قال واقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي آتاه الله والعز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف وكان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام فلما ان جاء البشير القى القميص على وجهه فارتد بصيرا وقال لهم ما فعل ابن يامين؟ قالوا خلفناه عند أخيه صالحا.
قال فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدة الشكر ورجع إليه بصره وتقوم له ظهره وقال لولده تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل فأحثوا السير فرحا وسرورا فساروا تسعة أيام إلى مصر.
أقول كون امرأة يعقوب التي سارت معه إلى مصر وهى أم بنيامين خالة يوسف لا امه الحقيقية وقعت في عدة الروايات وظاهر الكتاب وبعض الروايات انها كانت أم يوسف وانه وبنيامين كانا أخوين لام وان لم يكن ظهورا يدفع به تلك الروايات.
وفي المجمع عن أبي عبد الله (ع): في قول الله عز وجل: " ولما فصلت العير قال أبوهم انى لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون " قال وجد يعقوب ريح يوسف حين فصلت من مصر وهو بفلسطين من مسيرة عشرة ليال.
أقول وقد ورد في عدة روايات من طرق العامة والخاصة ان القميص الذي أرسله يوسف إلى يعقوب (ع) كان نازلا من الجنة وانه كان قميص إبراهيم أنزله إليه جبريل حين القى في النار فالبسه إياه فكانت عليه بردا وسلاما ثم اورثه إسحاق ثم ورثه يعقوب ثم جعله يعقوب تميمة وعلقه على يوسف حين ولد فكان على عنقه حتى أخرجه يوسف من التميمة ففاحت ريح الجنة فوجدها يعقوب وهذه اخبار لا سبيل لنا إلى تصحيحها مضافا إلى ما فيها من ضعف الاسناد.
ومثلها روايات أخرى من الفريقين تتضمن كتابا كتبه يعقوب إلى يوسف وهو يحسبه
(٢٥١)
مفاتيح البحث: الشكر (1)، القميص (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست