تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٥٠
إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " البقرة: 131.
وهذا الاسلام الذي سأله (ع) اقصى درجات الاسلام واعلى مراتبه وهو التسليم المحض لله سبحانه وهو ان لا يرى العبد لنفسه ولا لاثار نفسه شيئا من الاستقلال حتى لا يشغله شئ من نفسه ولا صفاتها ولا أعمالها من ربه وإذا نسب إليه تعالى كان اخلاصه عبده لنفسه.
ومما تقدم يظهر ان قوله توفنى مسلما سؤال منه لبقاء الاخلاص واستمرار الاسلام ما دام حيا وبعبارة أخرى ان يعيش مسلما حتى يتوفاه الله فهو كناية عن أن يثبته الله على الاسلام حتى يموت وليس يراد به ان يموت في حال الاسلام ولو لم يكن قبل ذلك مسلما ولا سؤالا للموت وهو مسلم حتى يكون المعنى انى مسلم فتوفني.
ويتبين بذلك فساد ما روى عن عدة من قد ماء المفسرين ان قوله " توفنى مسلما " دعاء منه يسأل به الموت من الله سبحانه حتى قال بعضهم لم يسال أحد من الأنبياء الموت من الله ولا تمناه الا يوسف (ع).
قوله تعالى: " ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون الإشارة إلى نبأ يوسف (ع) والخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وضمير الجمع لاخوة يوسف والاجماع العزم والإرادة.
وقوله وما كنت لديهم الخ حال من ضمير الخطاب من إليك وقوله:
" نوحيه إليك وما كنت " إلى آخر الآية بيان لقوله ذلك من أنباء الغيب والمعنى ان نبأ يوسف من أنباء الغيب فانا نوحيه إليك والحال انك ما كنت عند اخوة يوسف إذ عزموا على أمرهم وهم يمكرون في أمر يوسف (بحث روائي) في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في حديث طويل قال: قال يوسف لاخوته " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا بقميصي هذا " الذي
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست