تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٥٤
قول: " الله ورفع أبويه على العرش " قال العرش السرير وفي قوله وخروا له سجدا قال كان سجودهم ذلك عبادة لله.
وفيه عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في حديث قال: فسار تسعة أيام إلى مصر فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه فقبله وبكى ورفع خالته على سرير الملك ثم دخل منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العز والملك ثم رجع إليهم وفي نسخة ثم خرج إليهم فلما رأوه سجدوا جميعا اعظاما وشكرا لله فعند ذلك قال " يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل إلى قوله بيني وبين اخوتى ".
قال ولم يكن يوسف في تلك العشرين السنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك ولا يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بينه وبين يعقوب واخوته.
وفي الكافي باسناده عن العباس بن هلال الشامي مولى أبى الحسن (ع) عنه قال:
قلت له جعلت فداك ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويخشع فقال أما علمت أن يوسف نبي ابن نبي كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب فكان يجلس في مجالس آل فرعون يحكم فلم يحتج الناس إلى لباسه وانما احتاجوا إلى قسطه.
وانما يحتاج من الامام إلى (ان ظ) إذا قال صدق وإذا وعد انجز وإذا حكم عدل لان الله لا يحرم طعاما ولا شرابا من حلال وحرم الحرام قل أو كثر وقد قال الله:
قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق.
وفي تفسير العياشي عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر (ع) كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر بعد ما جمع الله ليعقوب شمله وأراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة؟ قال عاش حولين قلت فمن كان يومئذ الحجة لله في الأرض؟ يعقوب أم يوسف؟ قال كان يعقوب الحجة وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في تابوت إلى ارض الشام فدفنه في بيت المقدس ثم كان يوسف ابن يعقوب الحجة.
أقول والروايات في قصته (ع) كثيرة اقتصرنا منها بما فيها مساس بالآيات الكريمة على أن أكثرها لا يخلو من تشوش في المتن وضعف في السند.
ومما ورد في بعضها ان الله سبحانه جعل النبوة من آل يعقوب في صلب لاوي وهو
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست