تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ١٧٣
وإسحاق ويعقوب هو أول ما أنبأ في مصر نسبه وانه من أهل بيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب (ع).
قوله تعالى: " ما كان لنا ان نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون " أي لم يجعل الله سبحانه لنا أهل البيت سبيلا إلى أن نشرك به شيئا ومنعنا من ذلك ذلك المنع من فضل الله ونعمته علينا أهل البيت وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون فضله تعالى بل يكفرون به.
واما انه تعالى جعلهم بحيث لا سبيل لهم إلى أن يشركوا به فليس جعل اجبار والجاء بل جعل تأييد وتسديد حيث أنعم عليهم بالنبوة والرسالة والله أعلم حيث يجعل الرسالة فاعتصموا بالله عن الشرك ودانوا بالتوحيد.
واما ان ذلك من فضل الله عليهم وعلى الناس فلانهم أيدوا بالحق وهو أفضل الفضل والناس في وسعهم ان يرجعوا إليهم فيفوزوا باتباعهم ويهتدوا بهداهم.
واما ان أكثر الناس لا يشكرون فلانهم يكفرون بهذه النعمة وهى النبوة والرسالة فلا يعبؤون بها ولا يتبعون أهلها أو لانهم يكفرون بنعمة التوحيد ويتخذون لله سبحانه شركاء من الملائكة والجن والانس يعبدونهم من دون الله.
هذا ما ذكره أكثر المفسرين في معنى الآية.
ويبقى عليه شئ وهو ان التوحيد ونفى الشركاء ليس مما يرجع فيه إلى بيان النبوة فأنه مما يستقل به العقل وتقضى به الفطرة فلا معنى لعده فضلا على الناس من جهة الاتباع بل هم والأنبياء في أمر التوحيد على مستوى واحد وشرع سواء ولو كفروا بالتوحيد فإنما كفروا لعدم اجابتهم لنداء الفطرة لا لعدم اتباع الأنبياء.
لكن يجب ان يعلم أنه كما أن من الواجب في عناية الله سبحانه ان يجهز نوع الانسان مضافا إلى الهامه من طريق العقل الخير والشر والتقوى والفجور بما يدرك به احكام دينه وقوانين شرعه وهو سبيل النبوة والوحي وقد تكرر توضيحه في أبحاثنا السابقة كذلك من الواجب في عنايته ان يجهز افرادا منه بنفوس طاهرة وقلوب سليمة مستقيمة على فطرتها الأصلية لازمة لتوحيده ممتنعة عن الشرك به يستبقي به أصل التوحيد عصرا بعد
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست