تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ١٦٧
بقتلها ان أجبرته لعظيم ما تداخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة وهو قوله عز وجل " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " والسوء القتل والفحشاء الزنا.
وفي الدر المنثور اخرج أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب في قوله: " ولقد همت به وهم بها " قال طمعت فيه وطمع فيها وكان من الطمع ان هم بحل التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب ابيض بينها وبينه فقال أي شئ تصنعين؟ فقالت استحيى من الهى ان يراني على هذه الصورة فقال يوسف (ع) تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب ولا استحيى انا من الهى الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ ثم قال لا تنالينها منى ابدا وهو البرهان الذي رأى.
أقول والرواية من الموضوعات كيف؟ وكلامه وكلام سائر أئمة أهل البيت (ع) مشحون بذكر عصمة الأنبياء ومذهبهم في ذلك مشهور.
على أن سترها الصنم وانتقاله من ذلك إلى ما ذكره لها من الحجة لا يعد من رؤية البرهان وقد ورد هذا المعنى في عدة روايات من طرق أهل البيت (ع) لكنها آحاد لا تعويل عليها نعم لا يبعدان تقوم المراة إلى ستر صنم كان هناك فتنزع نفس يوسف (ع) إلى مشاهدة آية التوحيد عند ذلك فيرتفع الحجاب بينه وبين ساحة الكبرياء فيرى ما يصرفه عن كل سوء وفحشاء كما كان له ذلك من قبل وقد قال تعالى في حقه: انه من عبادنا المخلصين فان صح شئ من هذه الروايات فليكن هذا معناه.
وفيه اخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال ": عثر يوسف (ع) ثلاث عثرات حين هم بها فسجن وحين قال اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين فأنساه الشيطان ذكر ربه وحين قال إنكم لسارقون قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل.
أقول والرواية تخالف صريح كلامه تعالى حيث يذكر ان الله اجتباه وأخلصه لنفسه وان الشيطان لا سبيل له إلى من أخلصه الله لنفسه وكيف يستقيم لمن هم على أفحش معصية وأنساه الشيطان ذكر ربه ثم كذب في مقاله فعاقبه الله بالسجن ثم بلبثه فيه بضع سنين وجبه بالسرقة ان يعده الله صديقا من عباده المخلصين والمحسنين ويذكر انه آتاه الحكم والعلم واجتباه وأتم عليه نعمته وعلى هذا السبيل روايات جمة رواها في الدر
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست