المنكول به عن معصيته فمن تاب من بعد ظلمه توبة ثم أصلح ولم يحم حول السرقة - وهذا أمر يستثبت به معنى التوبة - فإن الله يتوب عليه ويرجع إليه بالمغفرة والرحمة لان الله غفور رحيم، قال تعالى: " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما " (النساء: 147).
وفى الآية أبحاث أخر كثيرة فقهية للطالب أن يراجع فيها كتب الفقه.
قوله تعالى: " ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض " (الآية) في موضع التعليل لما ذكر في الآية السابقة من قبول توبة السارق والسارقة إذا تابا وأصلحا من بعد ظلمهما فإن الله سبحانه لما كان له ملك السماوات والأرض، وللملك أن يحكم في مملكته ورعيته بما أحب وأراد من عذاب أو رحمة كان له تعالى أن يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء على حسب الحكمة والمصلحة فيعذب السارق والسارقة إن لم يتوبا، ويغفر لهما إن تابا.
وقوله: " والله على كل شئ قدير " في موضع التعليل لقوله: " له ملك السماوات والأرض " فإن الملك (بضم الميم) من شؤون القدرة، كما أن الملك (بكسر الميم) من فروع الخلق والايجاد أعني القيمومة الإلهية.
بيان ذلك: ان الله تعالى خالق الأشياء وموجدها فما من شئ إلا وما له من نفسه وآثار نفسه لله سبحانه، هو المعطى لما اعطى والمانع لما منع، فله ان يتصرف في كل شئ وهذا هو الملك (بكسر الميم) قال تعالى: " قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار " (الرعد: 16)، وقال: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض " (البقرة: 255) وهو تعالى مع ذلك قادر على أي تصرف شاء وأراد إذ كلما فرض من شئ فهو منه فله مضى الحكم ونفوذ الإرادة وهو الملك (بضم الميم) والسلطنة على كل شئ فهو تعالى مالك لأنه قيوم على كل شئ، وملك لأنه قادر غير عاجز ولا ممنوع من نفوذ مشيئته وإرادته.
(بحث ورائي) في الكافي بإسناده عن أبي صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوم من بنى ضبة مرضى فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقيموا عندي فإذا برأتم بعثتكم