تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٩
ابن آدم من الملك الدنيوي عادة - ثم زيد عليه مثله ليكون لهم ضعفا ما في الأرض ثم أرادوا ان يفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم يريدون ان يخرجوا من النار وهى العذاب وما هم بخارجين منها لأنه عذاب خالد مقيم عليهم لا يفارقهم ابدا.
وفى الآية إشارة اولا إلى أن العذاب هو الأصل القريب من الانسان وانما يصرف عنه الايمان والتقوى كما يشير إليه قوله تعالى: " وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا " (مريم: 72) وكذا قوله: " ان الانسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " (العصر: 3).
وثانيا: أن الفطرة الأصلية الانسانية وهى التي تتألم من النار غير باطلة فيهم ولا منتفية عنهم وإلا لم يتألموا ولم يتعذبوا بها ولم يريدوا الخروج منها.
قوله تعالى: " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " (الآية) الواو للاستيناف والكلام في مقام التفصيل فهو في معنى: " وأما السارق والسارقة (الخ) ولذلك دخل الفاء في الخبر أعني قوله: " فاقطعوا أيديهما " لأنه في معنى جواب أما، كذا قيل.
و أما استعمال الجمع في قوله: " أيديهما " مع أن المراد هو المثنى فقد قيل: إنه استعمال شائع، والوجه فيه: أن بعض الأعضاء أو أكثرها في الانسان مزدوجة كالقرنين والعينين والأذنين واليدين والرجلين والقدمين، وإذا أضيفت هذه إلى المثنى صارت أربعا ولها لفظ الجمع كأعينهما وأيديهما وأرجلهما ونحو ذلك ثم اطرد الجمع في الكلام إذا أضيف عضو إلى المثنى وإن لم يكن العضو من المزدوجات كقولهم: ملأت ظهورهما وبطونهما ضربا، قال تعالى: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " (التحريم: 4) واليد ما دون المنكب والمراد بها في الآية اليمين بتفسير السنة، ويصدق قطع اليد بفصل بعض أجزائها أو جميعها عن البدن بآلة قطاعة.
قوله: " جزاء بما كسبا نكالا من الله " الظاهر أنه في موضع الحال من القطع المفهوم من قوله: " فاقطعوا " أي حال كون القطع جزاء بما كسبا نكالا من الله، والنكال هو العقوبة التي يعاقب بها المجرم لينتهى عن إجرامه، و يعتبر بها غيره من الناس.
وهذا المعنى أعني كون القطع نكالا هو المصحح لان يتفرع عليه قوله: " فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه (الخ) أي لما كان القطع نكالا يراد به رجوع
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة النساء 5
2 (77 - 80) كلام في استناد الحسنات والسيئات إليه تعالى. (بحث قرآني) 9
3 (85 - 91) في معنى التحية. (بحث قرآني) 31
4 (95 - 100) في المستضعف. (بحث قرآني) 51
5 (105 - 126) في معنى العصمة. (بحث قرآني) 78
6 سورة المائدة 156
7 (1 - 3) في معنى العقد. (بحث قرآني) 158
8 بحث علمي في فصول ثلاثة: (1 - 3) 1 - العقائد في اكل اللحم. (بحث علمي) 183
9 (1 - 3) 2 - كيف امر بقتل الحيوان والرحمة تأباه؟ (بحث علمي) 184
10 (1 - 3) 3 - لماذا بني الاسلام على التذكية؟ (بحث علمي) 187
11 (15 - 19) كلام في طريق التفكر الذي يهدي إليه القرآن (بحث مختلط قرآني وروائي) 254
12 (15 - 19) في تاريخ التفكر الاسلامي اجمالا. (بحث تاريخي) 271
13 (27 - 32) كلام في معنى الاحساس والتفكير. (بحث قرآني) 308
14 (27 - 32) في تطبيق قصة ابني آدم على ما في التوراة. (بحث علمي) 323
15 (41 - 50) كلام في معنى الشريعة والفرق بينها وبين الدين والملة في عرف القرآن. (بحث قرآني) 350
16 (51 - 54) كلام في معنى مرض القلب. (بحث قرآني) 377
17 (51 - 54) كلام في كليات حوادث آخر الزمان. (بحث قرآني وروائي) 390