من مؤمن أو كافر أو صالح أو طالح ونبى أو من دونه.
فالحسنات وهى الأمور التي يستحسنها الانسان بالطبع كالعافية والنعمة والامن والرفاهية كل ذلك من الله سبحانه والسيئات وهى الأمور التي تسوء الانسان كالمرض والذلة والمسكنة والفتنة كل ذلك يعود إلى الانسان لا إليه سبحانه فالآية قريبة مضمونا من قوله تعالى (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم) الأنفال: 53) ولا ينافي ذلك رجوع جميع الحسنات والسيئات بنظر كلى آخر إليه تعالى كما سيجئ بيانه.
قوله تعالى: (وأرسلناك للناس رسولا) أي لا سمة لك من عندنا إلا أنك رسول وظيفتك البلاغ وشأنك الرسالة لا شأن لك سواها وليس لك من الامر شئ حتى تؤثر في ميمنة أو مشأمة أو تجر إلى الناس السيئات وتدفع عنهم الحسنات وفيه رد تعريضي لقول أولئك المتطيرين في السيئات (هذه من عندك تشأما به صلى الله عليه وآله وسلم ثم أيد ذلك بقوله (وكفى بالله شهيدا.) قوله تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله) استئناف فيه تأكيد وتثبيت لقوله في الآية السابقة وأرسلناك للناس رسولا) وبمنزلة التعليل لحكمه أي ما أنت إلا رسولا منا من يطعك بما أنت رسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا.
ومن هنا يظهر أن قوله من يطع الرسول من قبيل وضع الصفة موضع الموصوف للاشعار بعلة الحكم نظير ما تقدم في قوله والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا وعلى هذا فالسياق جار على استقامته من غير التفات من الخطاب في قوله وأرسلناك إلى الغيبة في قوله (من يطع الرسول) ثم إلى الخطاب في قوله فما أرسلناك).
(كلام في استناد الحسنات والسيئات إليه تعالى) يشبه أن يكون الانسان أول ما تنبه على معنى الحسن تنبه عليه من مشاهدة الجمال في أبناء نوعه الذي هو اعتدال الخلقة وتناسب نسب الأعضاء وخاصة في الوجه ثم