البراهين القاطعة قائمة على أن الانسان نوع واحد متماثل الافراد عائش في الدنيا عيشة دنيوية مادية وان الله جل شأنه متنزه عن الاتصاف بصفات المادة وأحوالها، متقدس عن لحوق عوارض الامكان وطوارق النقص والحدثان، وهو الذي يبينه القرآن.
واما القرآن فإنه يقص القصة على أساس تماثل الافراد غير أنه يذيل قصة القتل بقصة بعث الغراب فيكشف عن حقيقة كون الانسان تدريجي الكمال بانيا استكماله في مدارج الكمال الحيوي على أساس الحس والفكر.
ثم يذكر محاورة الأخوين فيقص عن المقتول من غرر المعارف الفطرية الانسانية وأصول المعارف الدينية من التوحيد والنبوة والمعاد، ثم أمر التقوى والظلم وهما الأصلان العاملان في جميع القوانين الإلهية والأحكام الشرعية، ثم العدل الإلهي في مسألة القبول والرد والمجازاة الأخروية.
ثم ندامة القاتل بعد صنعه وخسرانه في الدنيا والآخرة، ثم يبين بعد ذلك كله أن القتل من شامة أمره أن الذي يقع منه على نفس واحدة كالذي يقع منه على الناس جميعا وان من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.
* * * إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم - 33.
إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم - 34.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون - 35. إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيمة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم - 36.