لا يوفقوا لدخولها أربعين سنة يسيرون فيها في الأرض متحيرين لأهم مدنيون يستريحون إلى بلد من البلاد، ولا هم بدويون يعيشون عيشة القبائل والبدويين، فلا تحزن على القوم الفاسقين من نزول هذه النقمة عليهم لانهم فاسقون لا ينبغي أن يحزن عليهم إذا أذيقوا وبال أمرهم.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم دابة وامرأة كتب ملكا.
وفيه: اخرج أبو داود في مراسله عن زيد بن أسلم في قوله: " وجعلكم ملوكا " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: زوجة ومسكن وخادم.
أقول: وروى غير هاتين الروايتين روايات أخرى في هذا المعنى غير أن الآية في سياقها لا تلائم هذا التفسير، فإنه وإن كان من الممكن أن يكون من دأب بني إسرائيل أن يسموا كل من كان له بيت وامرأة وخادم ملكا أو يكتبوه ملكا إلا أن من البديهي أنهم لم يكونوا كلهم حتى الخوادم على هذا النعت ذوي بيوت ونساء وخدام فالكائن منهم على هذه الصفة بعضهم، ويماثلهم في ذلك سائر الأمم والأجيال فاتخاذ البيوت والنساء والخدام عادة جارية في جميع الأمم لا يخلو عن ذلك أمة عن الأمم، وإذا كان كذلك لم يكن أمرا يخص بني إسرائيل حتى يمتن الله عليهم في كلامه بأنه جعلهم ملوكا، والآية في مقام الامتنان.
ولعل التنبه على ذلك أوجب وقوع ما وقع في بعض الروايات كما عن قتادة: أنهم أول من ملك الخدم، والتاريخ لا يصدقه.
وفي أمالي المفيد بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما انتهى لهم موسى إلى الأرض المقدسة قال لهم: " ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين " وقد كتبها الله لهم " قالوا إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا