الحج من حشر الناس وجمعهم لطف ظاهر، وإشعار بأن الناسك ينبغي ان يذكر بهذا الجمع والإفاضة يوما يحشر الله سبحانه الناس لا يغادر منهم أحدا (بحث روائي) في التهذيب وتفسير العياشي عن الصادق عليه السلام: في قوله تعالى: وأتموا الحج والعمرة لله، قال: هما مفروضان.
وفي تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام قالوا: سألناهما عن قوله: وأتموا الحج والعمرة لله، قالا: فإن تمام الحج ان لا يرفث ولا يفسق ولا يجادل وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في حديث قال: يعني بتمامهما أدائهما، واتقاء ما يتقي المحرم فيهما.
أقول: والروايات غير منافية لما قدمناه من معنى الاتمام فإن فرضهما وأدائهما هو إتمامهما.
وفي الكافي عن الحلبي عن الصادق عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين حج حجة الاسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى اتى الشجرة وصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج وساق مأة بدنة وأحرم الناس كلهم بالحج لا ينوون عمرة ولا يدرون ما المتعة، حتى إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثم صلى ركعتين عند المقام واستلم الحجر، ثم قال: أبدا بما بدء الله عز وجل به فأتى الصفا فبدء بها ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا، فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا وأمرهم ان يحلوا ويجعلوها عمرة، وهو شئ أمر الله عز وجل به فأحل الناس، وقال رسول الله: لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولم يكن يستطيع من اجل الهدى الذي معه، إن الله عز وجل يقول: ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدى محله، قال سراقة بن جعثم الكناني: علمنا ديننا كأنا خلقنا اليوم، أرأيت هذا الذي امرتنا به لعامنا أو لكل عام؟ فقال