سدرة المنتهى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى.
وعن الكاظم (عليه السلام) أنه سئل عن قوله دنا فتدلى فقال إن هذه لغة في قريش إذا أراد الرجل منهم أن يقول قد سمعت يقول قد تدليت وإنما التدلي الفهم.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى فدلي له من الجنة رفرف أخضر وغشى النور بصره فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده ولم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) انه سئل كم عرج برسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال مرتين فأوقفه جبرئيل (عليه السلام) موقفا فقال له مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط ولا نبي إن ربك يصلي فقال يا جبرئيل وكيف يصلي قال يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي فقال اللهم عفوك عفوك قال وكان كما قال الله قاب قوسين أو أدنى قيل ما قاب قوسين أو أدنى قال ما بين سيتها إلى رأسها قال فكان بينهما حجاب يتلألأ بخفق ولا أعلمه إلا وقد قال زبرجد فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة فقال الله تبارك وتعالى يا محمد قال لبيك ربي قال من لامتك من بعدك قال الله اعلم قال علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ثم قال الصادق (عليه السلام) والله ما جاءت ولاية علي من الأرض ولكن جاءت من السماء مشافهة.
أقول: لا تنافي بين هذه الروايات وكلها صدر من معدن العلم على مقادير افهام المخاطبين وسية القوس بكسر المهملة قبل المثناة التحتانية المخففة ما عطف من طرفيها وهو تمثيل للمقدار المعنوي الروحاني بالمقدر الصوري الجسماني والقرب المكاني بالدنو المكاني تعالى الله عما يقول المشبهون علوا كبيرا فسر الإمام (عليه السلام) مقدار القوسين بمقدار طرفي القوس الواحد المنعطفين كأنه جعل كلا منهما قوسا على حدة فيكون مقدار مجموع القوسين مقدار قوس واحد وهي المسماة بقوس