(15) أفعيينا بالخلق الأول أفعجزنا عن الابداء حتى نعجز عن الإعادة بل هم في لبس من خلق جديد أي هم لا ينكرون قدرتنا عن الخلق الأول بل هم في خلط وشبهة في خلق مستأنف لما فيه من مخالفة الإعادة والتنكير للتعظيم والاشعار بأنه على وجه غير متعارف ولا معتاد في التوحيد عن الباقر (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فقال تأويل ذلك أن الله تعالى إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جدد الله عالما غير هذا العالم وجدد خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم وسماء غير هذه السماء تظلهم لعلك ترى أن الله إنما خلق هذا العالم الواحد وترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم بلى والله لقد خلق ألف ألف عالم وألف ألف آدم أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين.
وفي الخصال والعياشي عنه (عليه السلام) ما يقرب منه وقد مضى في سورة إبراهيم (عليه السلام).
(16) ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ما تحدث به نفسه وهو ما يخطر بالبال والوسوسة الصوت الخفي ونحن أقرب إليه من حبل الوريد الحبل العرق وإضافته للبيان والوريدان عرقان مكتنفان بصفحتي العنق في مقدمها متصلان بالوتين يردان إليه من الرأس وحبل الوريد مثل في القرب.
(17) إذ يتلقى المتلقيان إذ يتلقى الحفيظان ما يتلفظ به وفيه إشعار بأنه غني عن استحفاظ الملكين فإنه أعلم منهما ومطلع على ما يخفى عليهما لأنه أقرب إليه منهما ولكنه لحكمة اقتضته من تشديد في تثبط العبد عن المعصية وتأكيد في اعتبار الاعمال وضبطها للجزاء وإلزام الحجة يوم يقوم الاشهاد عن اليمين وعن الشمال قعيد.
(18) يلفظ من قول إلا لديه رقيب ملك يرقب عمله عتيد معد حاضر.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال ما من قلب إلا وله اذنان على إحداهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتن هذا يأمره وهذا يزجره الشيطان يأمره