وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أن النعيم الذي يسئل عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن حل محله من أصفياء الله فان الله أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم.
والعياشي عن الصادق (عليه السلام) أنه سأله أبو حنيفة عن هذه الآية فقال له ما النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم جعلت فداك فقال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد وبنا ايتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد ان كانوا أعداء وبنا هداهم الله للاسلام وهو النعمة التي لا تنقطع والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي (صلى الله عليه وآله) وعترته (عليهم السلام).
وفي رواية انه (عليه السلام) قال له بلغني انك تفسر النعيم في هذه الآية بالطعام والطيب والماء البارد في اليوم الصائف قال نعم قال لو دعاك رجل وأطعمك طعاما طيبا وسقاك ماءا باردا ثم امتن عليك به إلى ما كنت تنسبه قال إلى البخل قال أفيبخل الله تعالى قال فما هو قال حبنا أهل البيت.
وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) قال ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن حضره فيقول الله تعالى ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد فقال له الرضا (عليه السلام) وعلا صوته كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب فقالت طائفة هو الماء البارد وقال غيرهم هو الطعام الطيب وقال آخرون هو طيب النوم ولقد حدثني أبي عن أبيه عن أبي عبد الله إن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم فغضب وقال إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم بذلك ولا يمن بذلك عليهم والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة لان العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول.