(5) فان مع العسر كضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم.
يسرا كشرح الصدر ووضع الوزر وتوفيق القوم للاهتداء والطاعة فلا تيأس من روح الله إذا أراك ما يغمك.
(6) إن مع العسر يسرا تأكيد واستئناف بوعد يسر آخر كثواب الآخرة.
في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه خرج مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا قيل الوجه فيه ان العسر معرف باللام فلا يتعدد سواء كان للعهد أو الجنس واليسر منكر فالثاني غير الأول (7) فإذا فرغت فانصب.
(8) وإلى ربك فارغب قيل يعني إذا فرغت من عبادة عقبها بأخرى وأوصل بعضها ببعض ولا تخل وقتا من أوقاتك فارغا لم تشغله بعبادة.
وفي المجمع عن الباقر والصادق (عليهما السلام) فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك. وعن الصادق (عليه السلام) هو الدعاء في دبر الصلاة وأنت جالس.
والقمي عنه (عليه السلام) قال فإذا فرغت فانصب من نبوتك فانصب عليا وإلى ربك فارغب في ذلك.
وفي الكافي عنه (عليه السلام) في حديث قال يقول فإذا فرغت فانصب علمك واعلن وصيك فأعلمهم فضله علانية فقال من كنت مولاه فعلي مولاه الحديث قال وذلك حين اعلم بموته ونعيت إليه نفسه والقمي إذا فرغت فانصب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) والمستفاد من هذه الأخبار أنه بكسر الصاد من النصب بالتسكين بمعنى الرفع والوضع يعني فإذا فرغت من أمر تبليغ الرسالة وما يجب عليك انهاؤه من الشرائع والاحكام فانصب علمك بفتح اللام أي ارفع علم هدايتك للناس وضع من يقوم به خلافتك موضعك حتى يكون قائما مقامك من بعدك بتبليغ الاحكام وهداية الأنام لئلا ينقطع خيط الهداية والرسالة بين الله وبين عباده بل يكون ذلك