والأئمة عليهم السلام ثم أخذ للأنبياء على رسوله صلوات الله عليهم (1).
* (ليسأل الصادقين عن صدقهم) * أي: فعلنا ذلك ليسأل الله يوم القيامة الأنبياء الذين صدقوا عهدهم، فيظهر صدقهم. * (وأعد للكافرين عذابا أليما) * كأنه قيل:
فأثاب المؤمنين وأعد للكافرين.
* (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا) * يعني الأحزاب، وهم قريش وغطفان ويهود قريظة والنضير في عشرة آلاف، وكان المسلمون سبعمائة، فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله بإقبالهم، ضرب الخندق على المدينة بينه وبينهم، بإشارة سلمان رضي الله عنه عليه وتصويبه الوحي، فبقي يحاربهم في الخندق أياما، فلما طال الامر واشتد عليهم الحصار، وكانوا في وقت برد شديد، وأصابتهم مجاعة، وخافوا من اليهود خوفا شديدا، وتكلم المنافقون بما حكى الله عنهم، ونافق أكثر من معه، وقد كان أخبرهم بتحزب العرب عليه ومجيئهم من فوق، وبغدر يهود ونقضهم عهده ومجيئهم من أسفل، وأنه يصيبهم جهد شديد، وأن العاقبة له عليهم، بعث الله الدبور (2) مع الملائكة فهزموهم بإذن الله. كذا ذكره القمي (3) في خلال قصتهم بطولها.
* (وجنودا لم تروها) * يعني الملائكة * (وكان الله بما تعملون بصيرا) * أي: حفر الخندق، وعلى الغيبة، أي: التحزب والمحاربة.
* (إذ جاؤوكم من فوقكم) *: من أعلى الوادي * (ومن أسفل منكم) *: من أسفل الوادي * (وإذ زاغت الابصار) *: مالت عن مستوى نظرها حيرة وشخوصا * (وبلغت القلوب الحناجر) * رعبا، فان الرئة تنتفخ من شدة الروع، فيرتفع القلب بارتفاعها إلى رأس