التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٦٩
أحرقها، كما يحرق البعير بالقطران 1 إذا هنئ به. * (إنا لنراها في ضلل مبين) * عن الرشد والصواب. القمي: وشاع الخبر بمصر، وجعلن النساء يتحدثن بحديثها، ويعذلنها 2 ويذكرنها 3.
* (فلما سمعت بمكرهن) *: باغتيابهن وتعبيرهن، وإنما سماه مكرا لأنهن أخفينه، كما يخفي الماكر مكره * (أرسلت إليهن) *: تدعوهن * (وأعتدت لهن متكأ) * قال: " هيأت لهن طعاما ومجلسا، ثم آتتهن بأترج " 4. قيل: كانوا يتكئون للطعام و الشراب تترفا 5. والقمي: متكأ أي: أترجا 6. كأنه قرأه باسكان التاء وحذف الهمزة.
* (وآتت كل وحدة منهن سكينا) * فقالت: اقطعن. * (وقالت اخرج عليهن) * القمي: و كان 7 في بيت 8.
* (فلما رأينه أكبرنه) *: عظمنه وهبن حسنه الفائق. وفي حديث المعراج: " رأيت في السماء الثانية رجلا صورته صورة القمر ليلة البدر، فقلت لجبرئيل: من هذا؟ قال:
هذا أخوك يوسف " 9. * (وقطعن أيديهن) *: جرحنها بالسكاكين من فرط الدهشة * (وقلن حش لله) *! تنزيها لله سبحانه من صفات العجز، وتعجبا من قدرته على خلق مثله * (ما هذا بشرا) * لان هذا الجمال غير معهود للبشر * (إن هذا إلا ملك كريم) * لان جماله فوق جمال البشر، ولان الجمع بين الجمال الرائق والكمال الفائق والعصمة

١ - القطران: عصارة الا بهل والأرز ونحوهما يطبخ فيتحلب منه ثم تهنأ به الإبل. لسان العرب ٥: ١٠٥ (قطر).
٢ - العذل: الملامة. القاموس المحيط ٤: ١٤ (عذل).
3 - القمي 1: 343، وفيه: " ويعيرنها " بدل: " ويعذلنها ".
4 - علل الشرايع 1: 49، الباب: 41، ذيل الحديث: 1، عن السجاد عليه السلام.
5 - البيضاوي 3: 132، والكشاف 2: 316.
6 - القمي 1: 343، وفيه: " أترنجة ".
7 - في " ج ": " وكانت ". 8 - القمي 1: 343.
9 - مجمع البيان 5 - 6: 231. أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(٥٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 ... » »»
الفهرست