التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٦٨
هذا القول إيهاما بأنها فرت منه، تبرأة لساحتها عند زوجها، و " ما " نافية، أو استفهامية.
* (قال هي راودتني عن نفسي) *: طالبتني بالمواتاة، وإنما قال ذلك دفعا لما عرضته له من السجن والعذاب، ولو لم تكذب عليه لما قاله. * (وشهد شاهد من أهلها) *. قال:
" وكان عندها صبي 1 من أهلها زائر لها، فأنطقه الله لفصل القضاء " 2. وفي وراية:
" ألهم الله عز وجل يوسف أن قال للملك: سل هذا الصبي في المهد، فإنه سيشهد أنها راودتني عن نفسي. فقال العزيز للصبي. فأنطق الله الصبي في المهد ليوسف " 3. * (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين) * لأنه يدل على أنها قدت قميصه من قدامه بالدفع عن نفسها، أو أنه أسرع خلفها فتعثر بذيله فانقد جيبه.
* (وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصدقين) * لأنه يدل على أنها تبعته فاجتذبت ثوبه فقدته.
* (فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) * لأنه يعلق بالقلب ويؤثر في النفس، لمواجهتهن به، بخلاف كيد الشيطان، فإنه يوسوس به مسارقة.
* (يوسف) *: يا يوسف * (أعرض عن هذا) *: اكتمه ولا تذكره * (واستغفري لذنبك) * يا زليخا * (إنك كنت من الخاطئين) * من القوم المذنبين، من خطئ إذا أذنب متعمدا.
* (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) *: تطلب مواقعة غلامها إياها * (قد شغفها حبا) * قال: " قد حجبها حبه عن الناس، فلا تعقل غيره.
والشغاف هو حجاب القلب " 4. وفي قراءتهم عليهم السلام: " بالمهملة " 5. أي:

1 - في " الف ": " وكان صبي عندها ".
2 - العياشي 2: 174، ذيل الحديث: 19، عن علي بن الحسين عليهما السلام.
3 - القمي 1: 343، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - القمي 1: 357، عن أبي جعفر عليه السلام.
5 - جوامع الجامع 2: 186، عن أهل البيت عليهم السلام.
(٥٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 ... » »»
الفهرست