التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٦٥
لقد كان ذئبا رفيقا، حين لم يشق القميص " 1. * (قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا) *:
سهلت وهونت في أعينكم أمرا عظيما، من السول وهو الاسترخاء * (فصبر جميل) *:
فأمري صبر جميل. قال: " الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه إلى الخلق " 2. * (والله المستعان على ما تصفون) *: على احتمال ما تصفونه من هلاك يوسف. قال: " إنه لما سمع مقالتهم استرجع واستعبر، وذكر ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء، وأذعن للبلوى. يعني بسبب غفله عن إطعامه الجار الجائع. فقال لهم: " بل سولت لكم أنفسكم أمرا " وما كان الله ليطعم لحم يوسف للذئب من قبل أن أرى تأويل رؤياه الصادقة " 3.
* (وجاءت سيارة) *: رفقة يسيرون، فنزلوا قريبا من الجب * (فأرسلوا واردهم) * الذي يرد الماء ويستسقي 4 لهم * (فأدلى دلوه) *: فأرسلها في الجب ليملأها، فتدلى بها يوسف، فلما رآه * (قال يا بشرى هذا غلام) * بشر قومه * (وأسروه بضاعة) *: أخفوه متاعا للتجارة. أي: أخفى الوارد وأصحابه من ساير الرفقة، أو إخوة يوسف من السيارة * (والله عليم بما يعملون) * لم يخف عليه أسرارهم.
* (وشروه بثمن بخس) *: مبخوس ناقص * (دراهم معدودة) *: قليلة، فإنهم كانوا يزنون الكثير، ويعدون القليل. ورد: " كانت عشرين درهما " 5. وفي رواية: " ثمانية عشر " 6. * (وكانوا فيه) *: في يوسف * (من الزاهدين) *: الراغبين عنه. ورد: " لما أصبحوا قالوا: " انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف، أمات أم هو حي؟ فلما انتهوا إلى الجب، وجدوا سيارة قد أرسلوا واردهم، وأدلى دلوه، إذ هو بغلام متعلق بدلوه! فقال

1 - العياشي 2: 171، الحديث: 9، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - البيضاوي 3: 129، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
3 - العياشي 2: 169، ذيل الحديث: 5، وعلل الشرايع 1: 47، الباب: 41، ذيل الحديث: 1، عن السجاد عليه السلام.
4 - في " ج ": " يستقي ".
5 - العياشي 2: 172، الحديث: 12، عن أبي عبد الله عليه السلام.
6 - المصدر، الحديث: 14، عن أبي جعفر عليه السلام، ومجمع البيان 5 - 6: 220، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٥٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 ... » »»
الفهرست