لأصحابه: يا بشرى هذا غلام! فلما أخرجوه أقبل إليهم إخوة يوسف، فقالوا: هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب، وجئنا اليوم لنخرجه، فانتزعوه من أيديهم وتنحوا به ناحية، فقالوا: إما أن تقر لنا أنك عبدنا فنبيعك بعض هذه السيارة، أو نقتلك. فقال:
لا تقتلوني واصنعوا ما شئتم، فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا: منكم من يشتري منا هذا العبد؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما، وكان إخوته فيه من الزاهدين " 1. القمي:
فحملوا يوسف إلى مصر وباعوه من عزيز مصر 2.
* (وقال الذي اشتره من مصر لامرأته) * قال: " كان اسمها زليخا " 3. * (أكرمي مثواه) *: اجعلي مقامه عندنا كريما، أي: حسنا، والمعنى: أحسني تعهده * (عسى أن ينفعنا) * في ضياعنا وأموالنا، ونستظهر به في مصالحنا * (أو نتخذه ولدا) *: نتبناه، و ذلك لما تفرس 4 منه الرشد. قال: " وكان عنينا " 5. القمي: ولم يكن له ولد، فأكرموه و ربوه، فلما بلغ أشده هوته امرأة العزيز، وكانت لا تنظر إلى يوسف امرأة إلا هوته، و لا رجل إلا أحبه، وكان وجهه مثل القمر ليلة البدر 6. * (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره) *: لا يمنع مما يشاء * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * لطائف صنعه، وأن الامر كله بيده.
* (ولما بلغ أشده) *: منتهى اشتداد جسمه وقوته * (آتيناه حكما) *: حكمة * (وعلما وكذلك نجزى المحسنين) *.
* (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) *: طلبت منه وتمحلت 7 مواقعتها، من راد