التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٧٤
في سنبله) * لئلا يأكله السوس، وهي نصيحة خارجة عن التعبير * (إلا قليلا مما تأكلون) *.
* (ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن) * أي: يأكل أهلهن ما ادخرتم لأجلهن، فأسند إليهن على المجاز، تطبيقا بين المعبر والمعبر به. وفي قراءتهم عليهم السلام: " ما قربتم لهن " 1. * (إلا قليلا مما تحصنون) *: مما تحرزون لبذور الزراعة.
* (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس) *: يمطرون، من الغيث. أو يغاثون من القحط، من الغوث. * (وفيه يعصرون) *: ما يعصر من الثمار والحبوب والزروع. وفي قراءتهم عليهم السلام: على البناء للمفعول 2، أي: يمطرون بعد المجاعة. قال: " والدليل على ذلك قوله تعالى: " وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " 3.
* (وقال الملك ائتوني به) * بعد ما جاءه 4 الرسول بالتعبير * (فلما جاءه الرسول) * ليخرجه * (قال ارجع إلى ربك) * قال: " يعني العزيز " 5. * (فسئله ما بال النسوة التي قطعن أيديهن إن ربى بكيدهن عليم) *. تأنى في إجابة الملك، وقد سؤال النسوة وفحص حاله، ليظهر براءة ساحته. ويعلم أنه سجن ظلما، ولم يتعرض لامرأة العزيز مع ما صنعت به، كرما ومراعاة للأدب.
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره، والله يغفر له، حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشترط أن يخرجوني، ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه، والله يغفر له، حين أتاه

1 - القمي 1: 345، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - القمي 1: 346، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام. والآية في سورة النبأ (78): 14.
3 - القمي 1: 346، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام. والآية في سورة النبأ (78): 14.
4 - في " ألف ": " جاء ".
5 - العياشي 2: 180، الحديث: 37، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٥٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 ... » »»
الفهرست