التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٤٨
الكلام، بيان الحامل له على المجادلة، وهو رقة قلبه وفرط ترحمه.
* (يا إبراهيم) * على إرادة القول، أي: قالت الملائكة: يا إبراهيم! * (أعرض عن هذا) * الجدال، وإن كانت الرحمة دأبك، فلا فائدة فيه * (إنه قد جاء أمر ربك) *: قضاؤه و حكمه الذي لا يصدر إلا عن حكمة * (وإنهم آتيهم عذاب غير مردود) *: لا مرد له بجدال ولاغيره.
* (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم) * ساءه مجيئهم، لأنهم جاؤوا في صورة غلمان، وظن أنهم أناس، فخاف عليهم أن يقصدهم قومه فيعجز عن مدافعتهم * (وضاق بهم ذرعا) *: وضاق بمكانهم ذرعه 1، وهو كناية عن شدة الانقباض، للعجز عن مدافعة المكروه. * (وقال هذا يوم عصيب) *: شديد.
* (وجاءه قومه يهرعون إليه) *: يسرعون إليه، يدفعون دفعا، لطلب الفاحشة من أضيافه * (ومن قبل) *: ومن قبل ذلك الوقت * (كانوا يعملون السيئات) *: الفواحش، فتمرنوا بها ولم يستحيوا منها، حتى جاؤوا يهرعون إليه مجاهرين. * (قال يقوم هؤلاء بناتي) * فتزوجوهن. قال: " عرض عليهم التزويج " 2. وفي رواية: " عرض عليهم بناته بنكاح " 3. والقمي: عنى به أزواجهم، وذلك أن النبي هو أبو أمته، فدعاهم إلى الحلال ولم يكن يدعوهم إلى الحرام 4. * (هن أطهر لكم) *: هن أنظف فعلا وأقل فحشا. قيل: يعني أدبارهن 5. ورد: إنه سئل عن إتيان الرجل المرأة من خلفها. قال:
" أحله آية من كتاب الله، هو قول لوط: " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " وقد علم أنهم لا يريدون الفرج " 6. * (فاتقوا الله) * في مواقعة الذكور * (ولا تخزون) *:

١ - ضاق بالامر ذرعه: ضعفت طاقته ولم يجد من المكروه فيه مخلصا. القاموس المحيط ٣: ٢٣ (ذرع).
٢ - العياشي ٢: ١٥٦، الحديث: ٥٤، والكافي ٥: ٥٤٨، الحديث: ٧، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - العياشي ٢: ١٥٦، الحديث: ٥٤، عن أحدهما عليهما السلام.
٤ - القمي ١: ٣٣٥.
٥ - لم نعثر على قائله.
٦ - العياشي ٢: ١٥٧، الحديث: ٥٦، والتهذيب ٧: ٤١٤، الحديث: 1659، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
(٥٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 ... » »»
الفهرست