التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٣١
ويكلفكم ويعزضكم لثواب الآخرة، ويفعل بكم ما يفعل المبتلي لأحوالكم، ليظهر أيكم أحسن عملا. قال: " ليس يعني أكثركم عملا، ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة " 1. وروي: " أيكم أحسن عقلا، وأورع عن محارم الله، وأسرع في طاعة الله " 2. * (ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) *. تمويه لا حقيقة له.
* (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) *: إلى جماعة من الأوقات قليلة.
قال: " يعني به الوقت " 3. وفي رواية: " الأمة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر " 4. وفي أخرى: " يعني عدة كعدة بدر " 5. * (ليقولن) * استعجالا واستهزاء: * (ما يحبسه) *: ما يمنعه من الوقوع * (ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم) * قال: " يعني العذاب " 6. * (وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) *: وأحاط بهم، وضع الماضي موضع المستقبل تحقيقا ومبالغة في التهديد.
* (ولئن أذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤس) *: شديد اليأس من أن تعود إليه تلك النعمة * (كفور) *: عظيم الكفران لنعمه.
* (ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته) * كصحة بعد سقم وغنى بعد عدم. في اختلاف الفعلين في الاسناد نكتة لا تخفى. * (ليقولن ذهب السيئات عنى) * أي:
المصائب التي ساءتني وحزنتني * (إنه لفرح) *: أشر بطر مغتر بها * (فخور) * على الناس بما أنعم الله عليه، قد شغله الفرح والفخر عن الشكر والقيام بحقها.
وفي لفظتي الإذاقة والمس تنبيه على أن ما يجده الانسان في الدنيا من النعم والمحن كالأنموذج لما يجده في الآخرة، وأنه يقع في الكفران والبطر بأدنى شئ، لان الذوق

١ - الكافي ٢: ١٦، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: " أكثر عملا ".
2 - الكشاف 2: 260، والبيضاوي 3: 103، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
3 - القمي 1: 323. عن أمير المؤمنين عليه السلام.
4 - القمي 1: 323. عن أمير المؤمنين عليه السلام.
5 - العياشي 2: 140، الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام.
6 - العياشي 2: 140، الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٥٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 ... » »»
الفهرست