التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٣٠
* (إلى الله مرجعكم وهو على كل شئ قدير) * فيقدر على تعذيبكم أشد عذاب.
* (ألا إنهم يثنون صدورهم) *: يعطفونها * (ليستخفوا منه) *. قال: " إن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا، وغطى رأسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآية " 1. والقمي: يكتمون ما في صدورهم من بغض علي عليه السلام 2. * (ألا حين يستغشون ثيابهم) *: يتغطون بثيابهم * (يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور) *. القمي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا حدث بشئ من فضل علي عليه السلام، أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه، نفضوا ثيابهم 3 ثم قاموا، يقول الله: " يعلم ما يسرون وما يعلنون " حين قاموا 4.
* (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) * لتكفله إياه تفضلا ورحمة * (ويعلم مستقرها ومستودعها) * قال: " من الأرحام والظهور إلى أن يتناهى 5 بهم الغايات " 6.
* (كل) * من الدواب ورزقها ومستقرها ومستودعها * (في كتب مبين) *: مذكور في اللوح المحفوظ.
* (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) *. سبق تأويله 7. * (وكان عرشه على الماء) * قبل خلقهما. قال: " يعني أن الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أن يكون سماء أو أرض أوجن أو إنس أو شمس أو قمر " 8. * (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * أي:
خلقهن لحكمة بالغة، وهي أن يجعلها مساكن لكم، وينعم عليكم بفنون النعم،

١ - الكافي ٨: ١٤٤، الحديث: ١١٥، عن أبي جعفر عليه السلام.
٢ - القمي ١: ٣٢١.
٣ - نفض الثوب: حركة لينتفض. القاموس المحيط ٢: ٣٥٩ (نفض).
4 - القمي 1: 321.
5 - في المصدر: " تتناهى ".
6 - نهج البلاغة (لصبحي الصالح): 123، الخطبة: 90.
7 - في سورة الأعراف (7): 54.
8 - التوحيد: 319، الباب: 49، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»
الفهرست