التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥١١
* (قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق) * بنصب الحجج وإرسال الرسل والتوفيق للنظر والتدبر؟ * (قل الله يهدى للحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى) *: لا يهتدى * (إلا أن يهدى) *: يهديه غيره؟ ورد: " فأما من يهدي إلى الحق فهو محمد وآل محمد عليهم السلام من بعده، وأما من لا يهدي إلا أن يهدى فهو من خالف، من قريش وغيرهم، أهل بيته من بعده " 1. * (فما لكم كيف تحكمون) *.
* (وما يتبع أكثرهم) * فيما يعتقدون * (إلا ظنا) *: مستندا إلى خيالات فاسدة. * (إن الظن لا يغنى من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون) *.
* (وما كان) *: وما صح وما استقام * (هذا القرآن أن يفترى من دون الله) *: أن يكون افتراء من الخلق * (ولكن تصديق الذي بين يديه) * من الكتب المنزلة، لأنه معجز دونها، وهو عيار عليها 2، شاهد لصحتها * (وتفصيل الكتب) *: وتبيين ما شرع و فرض من الاحكام من قوله: " كتاب الله عليكم 3 ". * (لا ريب فيه من رب العلمين) *.
* (أم يقولون افتراه) *: اختلقه؟ * (قل) * إن افتريته كما زعمتم * (فأتوا بسورة مثله) * في البلاغة وحسن النظم * (وادعوا من استطعتم) * أن تدعوه للاستعانة به على الاتيان بمثله * (من دون الله إن كنتم صادقين) *.
* (بل كذبوا) *: بل سارعوا إلى التكذيب * (بما لم يحيطوا بعلمه) * من القرآن وغيره أول ما سمعوه، قبل أن يتدبروا فيه. * (ولما يأتهم تأويله) *: ولم يقفوا بعد على تأويله و معانيه. ورد: إنه سئل عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها، فقال: " إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأت أو انه. قال الله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم

1 - القمي 1: 312، عن أبي جعفر عليه السلام.
2 - عيار الشئ: ما جعل نظاما له يقاس به ويستوى. أقرب الموارد 2: 852 (عير).
3 - النساء (4): 24.
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»
الفهرست