التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٠٤
* (قال الكافرون إن هذا لسحر مبين) * أي: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى قراءة: " لسحر، يعنون الكتاب وما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه اعتراف بأنهم صادفوا منه أمورا خارقة للعادة، معجزة إياهم عن المعارضة.
* (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) *. قد سبق تفسيره عند آية السخرة 1. * (يدبر الامر) *: يقدره ويقضيه ويرتبه في مراتبه على أحكام عواقبه، والتدبير: النظر في أدبار الأمور لتجئ محمودة العاقبة، والامر: أمر الخلق كله. * (مامن شفيع إلا من بعد إذنه) *. تقرير لعظمته وعز جلاله، ورد على من زعم أن آلهتهم تشفع لهم عند الله. * (ذلكم الله ربكم) * لاغير، إذ لا يشاركه أحد في شئ من ذلك * (فاعبدوه) * وحده لا تشركوا به شيئا * (أفلا تذكرون) *. يعني أنه أدنى تذكر، ينبه على الخطأ فيما أنتم عليه، وعلى أنه المستحق للعبادة لا ما تعبدونه.
* (إليه مرجعكم جميعا) *: إليه رجوعكم في العاقبة، فاستعدوا للقائه * (وعد الله حقا) *: وعد وعدا حقا * (إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط) *: بعدله أو بعدالتهم في أمورهم * (والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) * يستحقونه بسوء اعتقادهم وشوم أفعالهم.
* (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) *: حساب الأوقات، من الأشهر والأيام والليالي * (ما خلق الله ذلك إلا بالحق) * الذي هو الحكمة البالغة * (يفصل الآيات لقوم يعلمون) *.
* (إن في اختلف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون) *.
* (إن الذين لا يرجون لقاءنا) *: لا يتوقعونه، لانكارهم البعث، وذهولهم

1 - الأعراف (7): 54.
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 498 499 500 501 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»
الفهرست