التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٢٩
ضلال مبين).
(وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض): ربوبيتها. قال: " كشط 1 الله له عن الأرضين حتى رآهن وما تحتهن، وعن السماوات حتى رآهن وما فيهن من الملائكة وحملة العرش " 2. ورد: " إنه فعل ذلك بالنبي والأئمة عليهم السلام أيضا " 3. (وليكون): ليراه وليكون (من الموقنين).
(فلما جن عليه الليل): أظلم عليه وستره بظلامه (رأى كوكبا قال هذا ربى) على سبيل الانكار والاستدلال، لأنه كان طالبه 4 في حداثة سنه (فلما أفل): غاب (قال لا أحب الآفلين).
(فلما رأى القمر بازغا): مبتدءا في الطلوع (قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين). استعجز نفسه واستعان بربه.
(فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت قال يقوم إني برئ مما تشركون).
(إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين).
ورد: " إن إبراهيم عليه السلام وقع إلى ثلاثة أصناف: صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب 5 الذي أخفي فيه، " فلما جن عليه الليل " رآى الزهرة " قال هذا ربي " على الانكار والاستخبار، " فلما أفل " الكوكب " قال

١ - كشط، أي: كشف. القاموس المحيط ٢: ٣٩٦ (كشط).
٢ - مجمع البيان ٣ - ٤: ٣٢٢، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - القمي ١: ٢٠٥، عن أبي عبد الله عليه السلام وفيه: " وفعل ذلك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام ".
٤ - في " ب " و " ج ": " لأنه كان طالبا ".
٥ - السرب - بالتحريك - جحر الوحشي والحفير تحت الأرض والقناة التي يدخل منها الماء الحائط.
القاموس المحيط ١: ٨٤ (سرب). ولعل المراد الغار الذي وضعته أمه فيه وأخفته فيه من النمر ودية ثلاثة عشرة سنة. راجع: القمي 1: 207.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست