التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٤٠
(ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمتهم الموتى وحشرنا عليهم كل سئ قبلا):
عيانا، كما اقترحوا فقالوا: " لولا أنزل علينا الملائكة " 1 " فأتوا بآبائنا " 2 " أو تأتي بالله والملائكة قبيلا " 3. (ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون).
(وكذلك): وكما جعلنا لك عدوا (جعلنا لكل نبي) سبقك (عدوا). وقال:
(ما بعث الله نبيا إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان ألنا بعده) 4. ثم ذكر أسماء أعداء أولي العزم اثنتين اثنين. (شياطين الإنس والجن): مردتهما (يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا): الأباطيل المموهة من زخرفه إذا زينه. قال: (من لم يجعله الله من أهل صفة الحق، فأولئك شياطين الإنس والجن) 5. وفي رواية: (الانس على ثلاثة أجزاء فجزاء تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، وجزء عليهم الحساب والعذاب، وجزء وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم الشياطين) 6. (ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون).
(ولتصغى): تميل (إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه) لأنفسهم (وليقترفوا): وليكتسبوا (ما هم مقترفون) من الآثام.
(أفغير الله ابتغى حكما)؟! يعني قل لهم: أفغير الله أطلب من يحكم بيني وبينكم، ويفصل المحق منا من المبطل؟ (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب): القرآن (مفصلا):
مبينا فيه الحق والباطل، بحيث ينفي التخليط والالتباس (والذين آتيناهم الكتاب):

١ - الفرقان (٢٥): ٢١.
٢ - الدخان (٤٤): ٣٦.
٣ - الاسراء (١٧): ٩٢.
٤ - القمي: ٢١٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٥ - الكافي ٨: ١١، ذيل الحديث الطويل: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٦ - الخصال 1: 154، الحديث 192، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست