التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٣٠
لا أحب الآفلين "، لان الأفول من صفات المحدث لا من صفات القديم، " فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي " على الانكار والاستخبار، " فلما أفل قال لئن لم يهدني لأكونن " يقول: لكنت من القوم الضالمين 1. وفي رواية: (أي: ناسيا للميثاق) 2. قال: (فلما أصبح " ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر " من الزهرة والقمر، على الانكار والاستخبار لا على الاخبار والاقرار. " فلما أفلت " قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس: " يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي " الآية. وإنما أراد إبراهيم عليه السلام بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم، ويبت عندهم أن العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض، وكان ما احتج به على قومه ما ألهمه الله وآتاه، كما قال الله: وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ") 3.
وفي رواية: (فلما أصبح وطلعت الشمس ورأى ضوءها وقد أضاءت الدنيا لطلوعها، " قال هذا ربي هذا أكبر وأحسن، فلما تحركت وزالت، كشط الله له عن السماوات حتى رأى العرش ومن عليه، وأراه الله ملكوت السماوات والأرض، فعند ذلك " قال: يا قوم إني برئ ") 4. وفي أخرى: (ولم يكن ذلك من إبراهيم شركا وإنما كان في طلب ربه، وهو من غيره شرك) 5.
(وحاجه قومه): وخاصموه في التوحيد (قال أتحاجوني في الله): في وحدانيته (وقد هدان) إلى توحيده (وا أخاف ما تشركون به) أي: لا أخاف

1 - عيون أخبار الرضا عليه السام 1: 197، الباب: 15: الحديث: 1، وفيه: (لأكونن من قوم الضالين، يقول:
لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين).
2 - لاحظ: العياشي 1: 364، الحديث: 39، عن أبي جعفر عليه السلام.
3 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 197، الباب: 15، الحديث: 1، والآية في الانعام (6): 83.
4 - القمي 1: 207، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: (كشف) بدل (كشط).
5 - العياشي 1: 365، الحديث: 41، والقمي 1: 207، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست