التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٣٣
رواية: (أحسن الهدى هدى الأنبياء) 1. (قل لا أسئلكم عليه أجرا) أي: على التبليغ، وهذا من جملة ما أمر بالاقتداء بالأنبياء (إن هو إلا ذكرى للعالمين) تذكيرا 2 وعظة.
(وما قدروا الله حق قدره): وما عرفاه حق معرفته، وما عظموه حق عظمته، وما وصفوه بما هو أهل أن يوصف به من الرحمة والانعام على عباده واللطف بهم. (إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ) حين أنكروا الوحي وبعثة الرسل، وذلك من جلائل نعمته وعظائم رحمته ولطفه. القمي: وهم قريش واليهود 3. ورد: (إن الله لا يوصف، وكيف يوصف وقد قال الله في كتابه: " وما قدروا الله حق قدره " فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك) 4. ويأتي فيه حديث آخر في الزمر إن شاء الله 5. (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا هدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا). ألزموا بما لا بدلهم من الاقرار به مع توبيخهم بتحريفهم بإبداء بعض وإخفاء بعض، وجعلها ورقات متفرقة ليتمكنوا مما حاولوه. قال (كانوا يكتبونه في القراطيس، ثم يبدون ما شاؤوا ويخفون ما شاؤوا). 6 والقمي: يخفون يعني من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم 7. (وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله) أي: أنزله الله. قيل:
أمره بأن يجيب عنهم إشعارا بأن الجواب متعين لا يمكن غيره، وتنبيها على أنهم بهتوا بحيث لا يقدرون على الجواب 8. (ثم ذرهم في خوضهم يلعبون). القمي: يعني ما خاضوا فيه من التكذيب 9.

١ - القمي ١: ٢٩١، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ذيل الآية: ٤٢ من سورة التوبة.
٢ - في (ألف): (تذكرا).
٣ - القمي ١: ٢١٠.
٤ - الكافي ١: ١٠٣: الحديث: 11، عن أبي عبد الله عليه السلام.
5 - ذيل الآية: 67.
6 - العياشي 1: 369، الحديث: 59، عن أبي عبد الله عليه السلام.
7 - القمي 1: 210.
8 - البيضاوي 2: 198.
9 - القمي 1: 210.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست