التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٢٤
المغيبات. (لا يعلمها إلا هو) فيظهرها على ما اقتضته حكمته (ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتب مبين) قال: " من ورقة من شجرة " 1. وفي رواية: " الورقة: السقط، والحبة: الولد، وظلمات الأرض: الأرحام، والرطب: ما يحيى من الناس، واليابس:
ما يغيض 2، وكل ذلك في إمام مبين " 3. وفي أخرى: " الورقة: السقط يسقط من بين أمه من قبل أن يهل الولد، والحبة: الولد في بطن أمه إذا أهل وسقط من قبل الولادة، والرطب: المضغة إذا سكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها وقبل أن تنتقل، واليابس: الولد التام، والكتاب المبين: الامام المبين " 4.
(وهو الذي يتوفاكم باليل): يقبض أرواحكم عن التصرف بالنوم كما يقبضها بالموت (ويعلم ما جرحتم): ما كسبتم من الأعمال (بالنهار ثم يبعثكم فيه): ينبهكم من نومكم في النهار (ليقضى أجل مسمى): لتستوفوا آجالكم. قال: " هو الموت " 5 يعني بلوغه. (ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون).
(وهو القاهر فوق عباده): المقتدر المستعلي عليهم (ويرسل عليكم حفظة) يحفظونكم ويحفظون أعمالكم، يذبون عنكم مردة الشياطين وهوام 6 الأرض وساير الآفات، ويكتبون ما تفعلون (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا)

١ - من لا يحضره الفقيه ١: ٣٢٦، ذيل الحديث: ١٤٨٦، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
٢ - في الكافي: " ما يقبض ". والصحيح ما أثبتناه كما في جميع النسخ والصافي والعياشي. والغيض:
السقط الذي لم يتم خلقه. القاموس المحيط ٢: ٣٥٢ (غيض).
٣ - الكافي ٨: ٢٤٩، ذيل الحديث: ٣٤٩، والعياشي ١: ٣٦١، الحديث: ٢٨، ومعاني الأخبار: ٢١٥، باب معنى الورقة و...، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - العياشي 1: 361 - 362، الحديث 29، عن أبي الحسن، موسى بن جعفر عليه السلام.
5 - القمي 1: 203، عن أبي جعفر عليه السلام.
6 - الهوام جمع الهامة كدواب ودابة: المخوف من الأحناش كالحية ونحوها. مجمع البحرين 6: 189 (همم).
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست