التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٢٥
ملك الموت وأعوانه، وقد سبق بيانه في سورة النساء 1. (وهم لا يفرطون):
لا يقصرون بالتواني والتأخير.
(ثم ردوا إلى الله): إلى حكمه وجزائه (مولاهم) الذي يتولى أمرهم (الحق): العدل الذي لا يحكم إلا بالحق (ألا له الحكم): يومئذ لا حكم لغيره (وهو أسرع الحسبين) قال: " يحاسب الخلائق في مقدار لمح البصر " 2. الحديث. وقد مر في سورة البقرة 3.
(قل من ينجيكم من ظلمت البر والبحر): من شدائدهما، استعيرت الظلمة للشدة لمشاركتهما في الهول وإبطال الابصار، فقيل لليوم الشديد: يوم مظلم. (تدعونه تضرعا) بألسنتكم (وخفية) في أنفسكم (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين).
(قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون) ولا توفون بالعهد بعد قيام الحجة.
(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) قال: " هو الدخان والصيحة " 4. (أو من تحت أرجلكم) قال: " هو الخسف " 5. (أو يلبسكم شيعا):
يخلطكم فرقا مختلفي الأهواء. قال: " هو الاختلاف في الدين، وطعن بعضكم على بعض " 6. (ويذيق بعضكم بأس بعض) قال: " هو أن يقتل بعضكم بعضا - قال: - وكل هذا في أهل القبلة " 7. (انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون).
وفي رواية: " من فوقكم ": من السلاطين الظلمة، و " من تحت أرجلكم ": العبيد

١ - لم يسبق منه في سورة النساء بيان لذلك إلا قوله: " يحتمل الماضي والمضارع " عند قوله تعالى:
(توفيهم الملائكة) (الآية: ٩٧). لعله - قدس سره - أراد ما بينه في ذيل تلك الآية من سورة النساء في الصافي ١: ٤٥١ - ٤٥٣.
٢ - مجمع البيان ١ - ٢: ٢٩٨، وبحار الأنوار ٧: ٢٥٤.
3 - ذيل الآية: 202.
4 - القمي 1: 204، عن أبي عبد الله عليه السلام.
5 - القمي 1: 204، عن أبي عبد الله عليه السلام.
6 - القمي 1: 204، عن أبي عبد الله عليه السلام.
7 - القمي 1: 204، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست