التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٢٣
الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام " 1. (أنه) بدل من الرحمة، وعلى الكسر استيناف، يفسرها (من عمل منكم سوءا بجهلة ثم تاب من بعده وأصلح) بالتدارك (فإنه غفور رحيم).
(وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) المصرين منهم والأوابين.
(قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون) تعبدون (من دون الله): صرفت وزجرت عنه بما نصب لي من الأدلة وأنزل علي من الآيات في أمر التوحيد. (قل لا أتبع أهواءكم). تأكيد لقطع أطماعهم، وإشارة إلى الموجب للنهي وعلة الامتناع من متابعتهم بأن ما هم عليه هوى وليس بهدى، وتنبيه لمن تحرى الحق على أن يتبع الحجة ولا يقلد. (قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين).
(قل إني على بينة من ربى): على حجة واضحة من معرفته وإنه لا معبود سواه (وكذبتم به) حيث أشركتم به غيره (ما عندي ما تستعجلون بقولهم: ائتنا بالذي تعدنا 2. (إن الحكم إلا لله) في التعجيل والتأخير (يقص الحق) في كل ما يقضي (وهو خير الفصلين): القاضين.
(قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضى الامر بيني وبينكم): لأهلكتكم عاجلا، غضبا لربي، وانقطع ما بيني وبينكم. (والله أعلم بالظالمين). في معنى استدراك كأنه قال: ولكن الامر إلى الله، وهو أعلم بمن ينبغي أن يؤخذ أو يمهل.
(وعنده مفاتح الغيب): خزائنه، إن كان جمع المفتح - بفتح الميم - بمعنى الحزن، أو مفاتيحه إن كان جمع المفتح - بكسر الميم - بمعنى المفتاح، أي: ما يتوصل به إلى

1 - مجمع البيان 3 - 4: 307، عن عكرمة.
2 - البيضاوي 2: 191.
3 - وقرئ: " يقص الحق " أي " يتبعه فيما يحكم به ويقدره من قولهم: قص أثره. راجع: الصافي 2: 125 جوامع الجامع 1: 383.
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست