التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٢١
هلاك تعذيب وسخط (إلا القوم الظالمون). القمي: نزلت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، وأصاب أصحابه الجهد والعلل والمرض، فشكوا ذلك إليه. يعني:
لا يصيبكم إلا الجهد والضر في الدنيا، فأما العذاب الأليم الذي فيه الهلاك فلا يصيب إلا القوم الظالمين 1. وفي رواية: " يؤاخذ بني أمية بغتة وبني العباس جهرة " 2.
(وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فنم آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
(والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون).
(قل لا أقوال لكم عندي خزائن الله). ورد في القدسي: " إنما خزائني 3 إذا أردت شيئا أن أقول له: كن، فيكون " 4. (ولا أعلم الغيب) الذي اختص بعلمه، وإنما أعلم منه ما يعلمني الله (ولا أقول لكم إني ملك): من جنس الملائكة، أقدر على ما يقدرون عليه (إن اتبع) فيما أنبئكم به (إلا ما يوحى إلى). تبرأ من دعوى الألوهية والملكية، وادعى النبوة التي هي من كمالات البشر، ردا لاستبعادهم دعواه. (قل هل يستوى الأعمى والبصير) قال: " من لا يعلم ومن يعلم " 5 (أفلا تتفكرون).
(وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع لعلهم يتقون) قال: " وأنذر بالقرآن الذين يرجون الوصول إلى ربهم، ترغبهم فيما عنده، فإن القرآن شافع مشفع " 6.
(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي): يعبدونه على الدوام (يريدون

1 - القمي 1: 201.
2 - العياشي 1: 360، الحديث: 24، عن أبي ج عبد الله عليه السلام.
3 - في " الف " و " ج ": خزانتي ".
4 - التوحيد: 133، الباب 9: الحديث: 17، عن أبي عبد الله عليه السلام.
5 - مجمع البيان 3 - 4: 304، عن أهل البيت عليهم السلام، والقمي 1: 201.
6 - المصدر، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست