التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٢٠
أبواب كل شئ) من الصحة والتوسعة في الرزق (حتى إذا فرحوا بما أوتوا) من الخير والنعم، واشتغلوا بالنعم 1 عن المنعم. (أخذناهم بغتة): مفاجأة من حيث لا يشعرون (فإذا هم مبلسون): آيسون من النجاة والرحمة، متحسرون.
(فقطع دابر القوم بالذين ظلموا) أي: آخرهم لم يترك منهم أحد من دبره إذا تبعه.
(والحمد لله رب العالمين) على إهلاك أعدائه وإعلاء كلمته، فإن تلخيص أهل الأرض من سوء عقائد الكفار وقبيح أعمال الفجار بنعمة جليلة يحق أن يحمد عليها. قال: " إذا رأيت الله تعالى يعطي على المعاصي فإن ذلك استدراج منه، ثم تلا هذه الآية " 2. وفي رواية: " فلما نسوا ما ذكروا به من ولاية علي عليه السلام وقد أمروا بها " فتحنا عليهم أبواب كل شئ ": دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها، أخذناهم بغتة " يعني بذلك: قيام القائم، حتى كأنهم لم يكن لهم سلطان قط " 3. وقال: " نزلت في ولد العباس " 4.
(قل أرءيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصركم) بأن يصمكم ويعميكم (وختم على قلوبكم) بأن يغطي عليها ما يذهب عقلكم ويسلب تمييزكم. قال: " إن أخذ الله منكم الهدى " 5. (من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون) قال:
" يعرضون " 6.
(قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة): من غير مقدمة وظهور أمارة (أو جهرة) تتقدمه 7 أمارة. قابل البغتة بالجهرة لما في البغتة من معنى الخفية. (هل يهلك)

1 - في " الف " و " ج ": " بالنعمة ".
2 - مجمع البيان 3 - 4: 302، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
3 - القمي 1: 200، عن أبي جعفر عليه السلام.
4 - العياشي 1: 360، الحديث: 23، عن أبي جعفر عليه السلام.
5 - القمي 1: 201، عن أبي جعفر عليه السلام.
6 - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه: " يعترضون ".
7 - في " الف ": " يتقدمه ".
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست