التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣١٠
(هو الذي خلقكم من طين) أي: ابتدأ خلقكم منه (ثم قضى أجلا): كتب وقدر أجلا لموتكم محتوما (وأجل مسمى عنده) لموتكم أيضا، يؤخر بالدعاء والصدقة وصلة الرحم وغيرها، ويقدم بأضدادها، وفيه سر البداء. قال: (الأجل المقضى هو المحتوم الذي قضاه الله وحتمه، والمسمى هو الذي فيه البداء يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء والمحتوم ليس فيه تقديم ولا تأخير) 1. (ثم أنتم تمترون): تشكون. استبعاد لإمترائهم بعد ما ثبت أنه خالقهم وخالق أصولهم، ومحييهم إلى آجالهم، وموقفهم في الأجل، بين الخوف والرجاء 2 بعد قضائه المحتوم وقدره النافذ.
(وهو الله في السماوات وفى الأرض) قال: (كذلك في كل مكان) 3.
(يعلم سركم في وجهركم ويعلم ما تكسبون).
(وما تأتيهم من آية من آيات ربهم الا كانوا عنها معرضين).
(فقد كذبوا بالحق): بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون): عند نزول العذاب بهم.
(ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن): من أهل زمان (مكناهم في الأرض):
أعطيناهم من البسطة في الأجسام، والسعة في الأموال (ما لم نمكن لكم): ما لم نعطكم. وفى الكلام التفات. (وأرسلنا السماء): المطر (عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم) فعاشوا في الخصب (فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) بدلا منهم، فنقدر أن نفعل ذلك بكم.
(ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم). ولم يقتصر 4 بهم على

1 - القمي 1: 194، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - في جميع النسخ: (وبين الخوف والرجاء) بزيادة (و) والظاهر أنها زائدة، الا أن يكون عطفا على قوله: موقفهم أي: بعد ما ثبت أنه موقفهم في الأجل وموقفهم بين الخوف والرجاء.
3 - التوحيد: 133، الباب: 9، ذيل الحديث: 15، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - في (ب) و (ج): (ولم نقتصر بهم).
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست