التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣١٩
(والذين كذبوا بآياتنا صم) قال: " عن الهدى " 1. (وبكم) قال: " لا يتكلمون بخير " 2. (في الظلمات) قال: " ظلمات الكفر " 3. (من يشأ الله يضلله): يخذله فيضل، لأنه ليس من أهل الهدى. قال: " نزلت في الذين كذبوا الأوصياء " 4. (ومن يشأ يجعله على صرط مستقيم).
(قل أرأيتكم): أرأيت أنفسكم، بمعنى: أخبروني (إن أتاكم عذاب الله) في الدنيا (أو أتتكم الساعة) يعني: القيامة من تدعون؟ (أغير الله تدعون)؟ تبكيت لهم (إن كنتم صادقين) بأن الأصنام آلهة.
(بل إياه تدعون): بل تخصون الله بالدعاء دون الألهة. (فيكشف ما تدعون إليه): ما تدعون إلى كشفه (إن شاء وتنسون ما تشركون): وتتركون آلهتكم لما ركز في العقول أنه القادر على كشف الضر دون غيره، أو لا تذكرونها من شدة الامر وهو له.
(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك) يعني: الرسل، فكذبوهم. (فأخذناهم بالبأساء): بالشدة والفقر (والضراء): والمرض ونقصان الأنفس والأموال (لعلهم يتضرعون): لكي يتضرعوا ويتذللوا ويتوبوا عن ذنوبهم.
(فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) يعني: لم يتضرعوا ولم يكن لهم عذر في ذلك إلا قساوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم.
قال: " لو أن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم، فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم ووله من قلوبهم، لرد عليهم كل شارد وأصلح لهم كل فاسد " 5.
(فلما نسوا ما ذكروا به) من البأساء والضراء: تركوا الاتعاظ به (فتحنا عليهم

1 - القمي 1: 198، عن أبي جعفر عليه السلام.
2 - القمي 1: 198، عن أبي جعفر عليه السلام.
3 - القمي 1: 198، عن أبي جعفر عليه السلام.
4 - المصدر: 199، عن أبي جعفر عليه السلام.
5 - نهج البلاغة (لصبحي الصالح): 257، الخطبة: 178.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست