التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٤
يقول: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) 1. وقيل: غل اليد كناية عن البخل، وبسطها عن الجود. 2 (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا). دعاء عليهم. (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء). القمي: أي: يقدم ويؤخر ويزيد وينقص وله البدا والمشية 3.
أقول: لعل تثنية اليد إشارة إلى تقابل أسمائه سبحانه، وكناية عن غاية الجود، فان الجواد في الغاية انما يعطى بيديه جميعا.
(وليزيدن كثيرا منهم ماء أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا): على طغيانهم وكفرهم، كما يزداد المريض مرضا من تناول غذاء الأصحاء.
(وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) فكلماتهم مختلفة، وقلوبهم شتى، فلا تقع بينهم موافقة. (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله): كلما أرادوا محاربة غلبوا. (ويسعون في الأرض فسادا): للفساد بمخالفة أمر الله، والاجتهاد في محو ذكر الرسول من كتبهم (والله لا يحب المفسدين).
(ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم). قال: (فان الاسلام يجب ما قبله) 4 وان جل.
(ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل) بإقامة أحكامها وإذاعة ما فيهما (وما أنزل إليهم من ربهم) قال: يعنى: الولاية) 5. (لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم):
لوسع عليهم أرزاقهم، وأفيض عليهم بركات من السماء والأرض. القمي: من فوقهم

١ - عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١٨٢، الباب: ١٣، الحديث: ١. والآية في سورة الرعد: (١٣): ٣٩.
٢ - راجع: البيضاوي ٢: ١٥٩.
٣ - القمي ١: ١٧١.
٤ - راجع: عوالي اللئالي ٢: ٥٤ و ٢٢٤، والجامع الصغير (للسيوطي) ١: ١٢٣، وكنز العمال ١: ٦٦ و ٧٥ ، ومسند أحمد بن حنبل ٤: ١٩٩، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
٥ - العياشي ١: ٣٣، الحديث: ١٤٩، والكافي ١: ٤١٣، الحديث: 6، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست