التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٦
الشاهد منكم الغائب) 1 الحديث.
وفى رواية (فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة، يريد المدينة حتى نزل منزلا يقال له.
(غدير خم)، وقد علم الناس مناسكهم وأوعز إليهم وصيته إذا نزل عليه هذه الآية:
(يا أيها الرسول). فقام رسول الله فقال: تهديد ووعيد. فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا أيها الناس، هل تعلمون من وليكم؟ قالوا: نعم، الله ورسوله. قال: ألستم تعلمون أنى أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا بلى. قال: اللهم اشهد، فأعاد ذلك عليهم ثلاثا، كل ذيك يقول مثل قوله الأولى، ويقول الناس كذلك، ويقول: اللهم اشهد، ثم أخذ بيد أمير المؤمنين عليه السلام فرفعها حتى بدا للناس بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبه، ثم قال: اللهم اشهد عليهم وأنا من الشاهدين) 2. وروت العامة عن ابن عباس وجابر بن عبد الله: (ان الله أمر نبيه أن ينصب عليا للناس، ويخبرهم بولايته، فتخوف عليه السلام 3 أن يقولا: حابى 4 ابن عمه، وأن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فنزلت هذه الآية، فأخذ بيده يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلى مولاه) 5. وقرئ.
(قل يا أهل الكتاب لستم على شئ): على دين يعتد به (حتى تقيموا التوراة والإنجيل) بالتصديق لما فيهما من البشارة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والاذعان لحكمه (وما أنزل إليكم

١ - الكافي ١: ٢٩ - ٢٩١، الحديث: ٦، عن أبي جعفر عليه السلام.
٢ - القمي ١: ١٧٣ - ١٧٤.
٣ - في (ب): (فتخوف عليهم).
٤ - حابى الرجل حباء: نصره واختصه وماله إليه. (لسان العرب ١٤: ١٦٣ - حبا). وفى (ب):
(حامى) - بالميم - والأنسب ما أثبتناه كما في المصدر.
5 - جوامع الجامع 1: 342 عن جابر بن عبد الله. والظاهر أن قوله: (وقرئ) زائد هنا لا معنى له، أو حذفت الجملة التي كانت بعده فإنها في المصدر هكذا: (وقرئ: فما بلغت رسالاته).
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست