التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨١
وأصحابه. 1 (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع): جواد (عليم) بموضع جوده وعطائه.
(انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). قال في تفسيرها: (يعنى أولى بكم أي: أحق بكم وبأموركم من أنفسكم وأموالكم، (الله ورسوله والذين آمنوا). يعنى عليا وأولاده الأئمة عليهم السلام إلى يوم القيامة ثم وصفهم الله عز وجل، فقال: (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وكان أمير المؤمنين عليه السلام في صلاة الظهر، وقد صلى ركعتين، وهو راكع، وعليه حلة قيمتها ألف دينار، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطاه، وكان النجاشي أهداها له. فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولى الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم، تصدق على مسكين.
فطرح الحلة إليه، وأومى بيده إليه أن احملها. فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية، وصير نعمة أولاده بنعمته. فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله، فيتصدقون وهم راكعون. والسائل الذي سأل أمير المؤمنين من الملائكة، والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة) 2.
وفى رواية: (انه عليه السلام ناول السائل الخاتم من إصبعه) 3. كما يأتي، وهي أشهر. وقد روته العامة أيضا 4. ولعله عليه السلام تصدق في ركوعه مرة بالحلة، وأخرى بالخاتم، والآية نزلت بعد الثانية، فان (يؤتون) يشعر بالتكرار والتجدد، كما أنه يشعر بفعل أولاده أيضا.
(ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون): فإنهم

١ - القمي ١: ١٧.
٢ - الكافي ١: ٢٨، الحديث: ٣، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - الخصال ٢: ٥٨، ذيل الحديث: ١ عن أمير المؤمنين عليه السلام، مع تفاوت يسير.
٤ - راجع: الدر المنثور ٣: ٦ ١، والكشاف ١: ٦٢٤، والبيضاوي ٢: ١٥٦، وإحقاق الحق ٢: ٣٩٩ و ٣: ٥٠٢، والغدير ١: ٢١٤.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست