التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٩
للآيات عجيب، واعراضهم عنها أعجب.
(قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع) لما يقولون (العليم) بما يعتقدون.
(قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) غلوا باطلا ولا ترفعوا عيسى من حد النبوة إلى حد الألوهية (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل). هم أئمتهم في النصرانية الذين كانوا في الضلال قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (وأضلوا كثيرا) ممن تابعهم على التثليث (وضلوا عن سواء السبيل) لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين كذبوه وبغوا عليه.
(لعن الذين كفروا من بنى اسراذئيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) قال: (أما داود فإنه لعن أهل أيلة 1 لما اعتدوا في سبتهم، وكان اعتداؤهم في زمانه، فقال: اللهم ألبسهم اللعنة مثل الرداء ومثل المنطقة 2 على الحقوين فمسخهم الله قردة. وأما عيسى فإنه لعن الذين أنزلت عليهم المائدة ثم كفروا بعد ذلك 3. فقال عيسى عليه السلام: اللهم عذب من كفر بعدما أكل من المائدة عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين، والعنهم كما لعنت أصحاب السبت. فصاروا خنازير، وكانوا خمسة آلاف رجل) 4. وفى رواية: (الخنازير على لسان داود، والقردة على لسان عيسى) 5. (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه): لا ينهى بعضهم بعضا عن المنكر أو لا ينتهون عنه (لبئس ما كانوا يفعلون). القمي: كانوا يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمور

١ - أيلة - بالفتح - مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. مجمع البلدان ١: ٢ ٢٩.
٢ - المنطقة: ما يشد به الوسط، وشقة تلبسها المرأة وتشد وسطها ثم ترسل أعلاها على أسفلها إلى الركبة ثم توسعوا حتى سموا الإزار الذي يشد على العورة. مجمع البحرين ١: ٥ ١ (حقا).
٣ - مجمع البيان ٣ - ٤: ٢٣١، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - جوامع الجامع ١: ٣٤٦.
٥ - الكافي ٨: ٢، الحديث: 24، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست