التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
الغالبون. وضع الظاهر موضع المضمر، تنبيها على البرهان عليه، وكأنه قيل: فإنهم حزب الله وان حزب الله هم الغالبون، وتنويها بذكرهم، وتعظيما لشأنهم، وتشريفا لهم بهذا الاسم، وتعريضا بمن يوالي غير هؤلاء بأنه حزب الشيطان. وأصل الحزب: القوم، يجتمعون لأمر حزبهم.
ورد: (ان رهطا من اليهود أسلموا، فقالوا: يا نبي الله ان موسى أوصى إلى يوشع ابن نون، فمن وصيك يا رسول الله، ومن ولينا بعدك؟ فنزلت هذه الآية: (انما وليكم الله). قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا. فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائل خارج. فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم، هذا الخاتم. قال: من أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلى. قال: على أي حال أعطاك؟ قال: كان راكعا. فكبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكبر أهل المسجد. فقال النبي: صلى الله عليه وآله وسلم: علي بن أبي طالب وليكم بعدى. قالوا: رضينا بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبعلى بن أبي طالب وليا. فأنزل الله تعالى:
(ومن يتول الله) الآية) 1.
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله ان كنتم مؤمنين).
(وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).
(قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا): تنكرون منا وتعيبون (الا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون): خارجون عن أمر الله، طلبا للرياسة وحسدا على منزلة النبوة.
(قل هل أنبئكم بشر من ذلك) المنقوم؟ يعنى: إن كان ذلك شرا عندكم فأنا أخبركم بشر منه. (مثوبة): جزاء ثابتا (عند الله). والمثوبة مختصة بالخير، كالعقوبة

1 - الأمالي (للصدوق): 8 1، المجلس السادس والعشرون، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست