التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٧
من ربكم) قال: (هو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام) 1. (وليزيدن كثيرا منهم ماء أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين): فلا تتأسف عليهم، فان ضرر ذلك يرجع إليهم، لا يتخطأهم، وفى المؤمنين مندوحة لك عنهم.
(ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن) (منهم) 2 (بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون). سبق تفسيرها في سورة البقرة 3.
(لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل) بالتوحيد والنبوة والولاية (وأرسلنا إليهم رسلا) ليذكروهم، وليبينوا لهم أمر دينهم، ويقفوهم على الأوامر والنواهي (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم) من التكاليف (فريقا كذبوا وفريقا يقتلون). حكى الحال الماضية استحضارا لها، واستفظاعا للقتل، وتنبيها على أن ذلك ديدنهم ماضيا ومستقبلا، ومحافظة على رؤوس الآي.
(وحسبوا ألا تكون فتنة): أن لا يصيبهم من الله بلاء وعذاب بقتل الأنبياء وتكذيبهم (فعموا) عن الدين (وصموا) عن استماع الحق (ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا) كرة أخرى (كثير منهم والله بصير بما يعملون). قال: ((وحسبوا ألا تكون فتنة)، حيث كان النبي بين أظهرهم، (فعموا وصموا) حيث قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ثم تاب الله عليهم)، حيث قام أمير المؤمنين عليه السلام (ثم عموا وصموا) إلى الساعة) 4.
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بنى اسراذئيل اعبدوا الله ربى وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار

١ - العياشي ١: ٣٣٤، الحديث: ١٥٦، عن أبي جعفر عليه السلام.
٢ - الزيادة من: (ب) و (ج).
٣ - في ذيل الآية: ٦٢.
٤ - الكافي ٨: ٢، الحديث: 239، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست