التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
لهم ذنوبا كثيرة، والتوالي عن حكم الله مع عظمته واحد منها. (وان كثيرا من الناس لفاسقون). تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن امتناع القوم من الاقرار بنبوته، بأن أهل الايمان قليل.
(أفحكم الجاهلية يبغون). انكار على توليهم عن حكم الله. (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) أي: هذا الاستفهام لقوم يوقنون، فإنهم يعلمون ذلك. قال:
(الحكم حكمان: حكم الله، وحكم الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية)) 1.
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء): لا تعتمدوا على الاستنصار بهم، متوددين إليهم (بعضهم أولياء بعض) في العون والنصرة، ويدهم واحدة عليكم (ومن يتولهم منكم فإنه منهم): من استنصر بهم فهو كافر مثلهم.
ورد: (من تولى آل محمد، وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو من آل محمد بمنزلة آل محمد، لا أنه من القوم بأعيانهم وانما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه إياهم. وكذلك حكم الله في كتابه: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) 2. (ان الله لا يهدى القوم الظالمين): الذين ظلموا أنفسهم، والمؤمنون بموالاة الكفار.
(فترى الذين في قلوبهم مرض) كابن أبى وأضرابه (يسارعون فيهم): في موالاتهم ومعاونتهم (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة): يعتذرون بأنهم يخافون أن تصيبهم دائرة من الدوائر، بأن ينقلب الأمر ويكون الدولة للكفار. روى: (أن عباد ة بن الصامت قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان لي موالي من اليهود كثيرا عد دهم، وانى أبرء إلى الله

١ - الكافي ٧: ٧ 4، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - العياشي 2: 231، الحديث: 34، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: (لتوليه) بدل: (بمنزلة).
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست