التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٠٦
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ولا تقتلوا أنفسكم " الآية " (1).
أقول: ويشمل ارتكاب كل ما يؤدي إلى الهلاك.
(إن الله كان بكم رحيما) وإنما نهاكم عن قتل أنفسكم لفرط رحمة بكم.
(ومن يفعل ذلك): ما سبق من المنهيات (عدونا وظلما): إفراطا في التجاوز و إتيانا بما لا يستحقه (فسوف نصليه نارا): ندخله فيها (وكان ذلك على الله يسيرا):
لا عسر فيه ولا صارف عنه.
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) قال: " لا تسألون عنها " (2). (وندخلكم مدخلا كريما). يحتمل المكان والمصدر، فتحت الميم أو ضممته.
قال: " الكبائر ما أو عد الله عليه النار " (3). وفي رواية: " والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، وأكل الربوا، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف " (4). وفي أخرى: بدل الثلاث الوسطى بغيرها (5).
(ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض). قال: " لا يقل أحدكم: ليت ما أعطى فلان من المال والنعمة، أو المرأة الحسناء كان لي، فإن ذلك يكون حسدا، ولكن يجوز أن يقول: اللهم أعطني مثله " (6). وورد: " من تمنى شيئا وهو لله رضى لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه " (7). (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) فاطلبوا الفضل بالعمل، لا بالحسد والتمني (وسئلوا الله من فضله) أي: لا تتمنوا ما

١ - العياشي ١: ٢٣٦، الحديث: ١٠٢، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
٢ - التوحيد: ٤٠٧، الباب: ٦٣، الحديث: ٦، عن الكاظم عليه السلام، مع تفاوت في العبارة، وإليك نصه: " من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ".
٣ - العياشي ١: ٢٣٩، الحديث: ١١٤، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - الكافي ٢: ٢٧٦، الحديث: ٢، عن أبي الحسن عليه السلام، وفيه: "... وقذف المحصنات ".
٥ - راجع المصدر: ٢٧٨ و ٢٨٥، الأحاديث: ٨ و ٢١، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٦ - مجمع البيان ٣ - ٤: ٤٠، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٧ - الخصال 1: 4، الحديث: 7، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست