التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢١٠
الشيطان قرينهم يحملهم على ذلك ويزينه لهم، كقوله: " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " (1).
(وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله) يعني في طاعة الله. توبيخ لهم على الجهل بمكان المنفعة. (وكان الله بهم عليما). وعيد لهم.
(إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما).
(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك) يا محمد (على هؤلاء شهيدا).
قال: " نزلت في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، في كل قرن منهم إمام شاهد عليهم ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم شاهد علينا " (2).
(يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا). قال: " ختم على الأفواه فلا تكلم، وتكلمت الأيدي وشهدت الأرجل، وأنطقت الجلود بما عملوا، فلا يكتمون الله حديثا " (3).
(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة): لا تقوموا إليها (4) (وأنتم سكرى) من نحو نوم أو خمر (حتى تعلموا ما تقولون): حتى تنتبهوا وتفيقوا. ورد: " لا تقم إلى الصلاة متكاسلا، ولا متناعسا، ولا متثاقلا، فإنها من خلال النفاق، وقد نهى الله عز وجل أن تقوموا إلى الصلاة وأنتم سكارى. قال: سكر النوم " (4). وفي رواية: " منه سكر النوم " (5). وهي تفيد التعميم لغير النوم. وفي أخرى: " يعني سكر النوم يقول: بكم نعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم، وليس كما يصف كثير من الناس، يزعمون أن المؤمنين يسكرون من الشراب، والمؤمن

١ - الاسراء (١٧): ٢٧.
٢ - الكافي ١: ١٩٠، الحديث: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: " إمام منا شاهد عليهم ".
٣ - العياشي ١: ٢٤٢، الحديث: ١٣٣، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
٤ - الكافي ٣: ٢٩٩، الحديث: ١، عن أبي جعفر عليه السلام، مع تفاوت يسير في العبارة.
٥ - من لا يحضره الفقيه ١: ٣٠٣، الحديث: 1389، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست